responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 369

وليست مسألة فقهية يكتفى فيها بخبر الواحد الثقة، وإنّما يشترط للإيمان بها أن يكون ذلك بما يفيد القطع واليقين ولا يصح الاكتفاء بالظن في هذا المجال، فكيف إذا اجتمع مع الظن كونها من المسائل المختلف فيها بين أهل السنّة أنفسهم, وهو ما اعترف به علماء أهل السنّة وصرّحوا بوجود الاختلاف في هذه المسألة بين السلف والخلف على الإطلاق!!

قال القاضي عياض: ((اختلف السلف والخلف، هل رأى نبيّنا(صلى الله عليه وآله) ربّه ليلة الإسراء؟ فأنكرته عائشة(رضي الله عنها)، وجاء مثله عن أبي هريرة وجماعة وهو المشهور عن ابن مسعود وذهب إليه جماعة من المحدّثين والمتكلّمين))[1].

هذا كلّه بالنسبة لرؤية النبيّ(صلى الله عليه وآله) لله (عليه السلام) في الدنيا.

وأمّا بالنسبة لرؤيته سبحانه في الآخرة، فقد صرّح ابن حجر ـــ كما جاء في فتح الباري ـــ أنّ غاية ما يمكن الاستناد إليه في الموضوع هو ما جمعه الدارقطني من الأحاديث الواردة في رؤية الله تعالى في الآخرة فزادت على العشرين، وأنّ هذه الأحاديث قد تتبعها ابن القيم في (حادي الأرواح) فبلغت الثلاثين وأكثرها ـــ كما يقول ابن حجر ـــ جياد، وقد أسند الدارقطني عن يحيى بن معين قال: عندي سبعة عشر حديثاً في الرؤية صحاح[2].

وهذه الدعوى من ابن حجر تتبعها الشيخ السقّاف في كتابه الموسوم بـ(صحيح شرح العقيدة الطحاوية) وقال معلّقاً: ((قلت: ليست الأحاديث بجياد ولا صحاح، ولم يستطع أن يصرّح - أي: ابن حجر - بتواترها كأحاديث الشفاعة والحوض، وأمّا ما ذكره عن الدارقطني فلم يثبت، لأنّ الكتاب الّذي جمع الدارقطني فيه الطرق مدسوس على الدارقطني على الصحيح الراجح، ولم يثبت عنه كما بيّنت ذلك في


[1] صحيح مسلم بشرح النووي 3: 4.

[2] أُنظر: فتح الباري 13: 365.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست