responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 285

وقد فُسّر هذا الحديث النبوي بما رواه أهل السنّة عن عليّ(عليه السلام) بالأسانيد الصحيحة حيث قال: (سلوني قبل أن لا تسألوني، ولن تسألوا بعدي مثلي. فقام إليه ابن الكواء، فقال: ما كان ذو القرنين؟ أملك كان أم نبيّ؟ فقال: لم يكن ملكاً ولا نبيّاً، ولكنه كان عبداً صالحاً، أحبّ الله وأحبّه الله، وناصح فنصحه، ضرب على قرنه الأيمن فمات، ثمّ بعثه الله(عزوجل)، وضرب على قرنه الأيسر فمات، وفيكم مثله)[1].

وهذه الرواية واضحة الدلالة في أنّ سبب التسمية بذي القرنين أنّه ضرب على قرنه الأيمن فمات، ثمّ بعثه الله، ثمّ ضرب على قرنه الأيسر فمات، وقوله(عليه السلام): (فيكم مثله) ظاهر في أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) كذلك، أي: أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) يضربه ابن ملجم - عليه لعائن الله - على قرنه فيموت، ثمّ يرجع إلى الدنيا، فيُضرب على قرنه مرّة أخرى فيموت كما وقع لذي القرنين.

ومن هنا لم يخف ابن خلدون هذه الاستفادة من الحديث على الرجعة حين قال في تاريخه: ((وربّما استدل بهذا الحديث القائلون بالرجعة))[2].

فالعلّة إذن تكمن بأنّه كيف تكون هذه الفضيلة - أي: الرجوع إلى الحياة الدنيا بعد الموت مرّة أخرى - هو ممّا يختص به عليّاً(عليه السلام) ويحرم منه غيره من الخلفاء الّذين سبقوه، ولا يوجد لهم في هذا الشأن خبر أو ذكر، إنّ هذا ـــ بحسب رأيهم ـــ أمر شنيع وحدث فظيع يستحق الهجوم عليه وذمّ قائليه أبد الدهر!! وهو ما حصل بالفعل من القوم، مع أنّهم ـــ في واقع الحال ـــ لا حجّة لهم فيما يناهضون به في


[1] الأحاديث المختارة 2: 175 وقال: إسناده صحيح، المصنف لابن أبي شيبة 7: 1468: (ثمّ دعا قومه إلى الله فضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله فسمّي ذا القرنين)، الآحاد والمثاني 1: 141... وفيه: (ثمّ ضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله(عزوجل) وفيكم مثله)، كتاب السنة لابن أبي عاصم: 583، تفسير الطبري 16: 12، معاني القرآن للنحاس 4: 283، فتح الباري 6: 271 قال ابن حجر: (وسنده صحيح سمعناه في الأحاديث المختارة للحافظ الضياء).

[2] اُنظر تاريخ ابن خلدون 1: 326.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست