responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 265

لحقّه بالخلافة، فلم جاء التركيز على شخصيته من خارج النخبة الّتي تميّز باستقطابها، واستمد منها حضوره المعنوي البارز في ذلك الوقت؟

4 ـ هل كان ابن سبأ، فعلاً، هو الموجّه للتيار (الإصلاحي) المعارض لعثمان؟ وهذا يعني لو قبلنا به، أنّنا نلغي تلك المقدّمات الّتي كانت سابقة على حركته. فالرواية الّتي تتحدّث عن انتقاله إلى مصر، تندرج في العام الخامس والثلاثين للهجرة، فيما كانت حركة أبي ذرّ الغفاري في العام الثلاثين منه، وبعدها بثلاثة أعوام قامت حركة الأشتر النخعي في الكوفة، متصدّية لوالي عثمان، سعيد بن العاص، وسياسته الاقتصادية بشكل خاص!!

5 ـ هل كان هذا (الداعية) وانطلاقاً من الرواية، شخصية خرافية اصطنعها خيال (سيف) لإضفاء عنصر جديد على رواياته، يميّزه عن غيره من الإخباريين الّذين خلت رواياتهم من أية إشارة لها أم أنّها شخصية انتهازية توخّت ركوب موجة السخط على عثمان، وصولاً إلى أهداف لم يتح ذلك العهد تحقيقها؟

هذه الأسئلة ـ عدا الشك الّذي تثيره ـ حول شخصية ابن سبأ، وقدرته (الفائقة) على الدخول في نسيج المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت، فإنّها تكشف ضعفاً في رواية سيف، بإهمالها نقطة أساسية، وهي أن يتاح لابن سبأ، ولم يكن قد مضى سوى القليل من الأعوام على إسلامه، التصدّي لمسائل كانت ما تزال من شأن النخبة، أو ما يسمّى بذوي السابقة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهذا الرجل (الخارج) - وفقاً لما جاء في القسم الثاني من الرواية - يصبح له جهاز تنظيمي متقن، ودعاة منتشرون باسمه في الأمصار، ما يذكّر بجهاز الدعوة العباسية الّتي احتاجت إلى سنوات طويلة لتنظيم نفسها على ذلك النحو. (انتهى كلام الدكتور بيضون، وهو ـــ كما ترى ـــ يشكك بأسلوب موضوعي بمصداقية سيف في عرضه).

نقول: ولأجل هذه الشكوك، الّتي تثار حول هذه الحكاية، اضطر بعض الباحثين ـــ كما تقدّم ذكره عن الدكتور طه حسين ـــ إلى إنكار وجود مثل هذه

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست