لهم بالجنّة أويس القرني وزيد بن صوحان وجندب الخير، فأمّا أويس القرني فقتل في الرجالة يوم صفين, وأمّا زيد بن صوحان فقتل يوم الجمل))[1].
ومن المعروف أنّ جندب هو الّذي قال فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله): (يضرب ضربة تفرق بين الحقّ والباطل)[2]، وفي لفظ ابن السكن وابن مندة وابن عساكر: (وإنّما جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمّة وحده)[3]، فهو الّذي قتل الساحر الّذي كان يقوم بألعابه وشعوذاته أمام الوليد بن عقبة الّذي كان والياً على الكوفة من قِبل عثمان ابن عفان, فصعد إليه واخترط سيفه وضربه ضربة فرّقت بين رأسه وجسده, ثمَّ قال مخاطباً له: إن كنت صادقاً أيّها الساحر فأحي نفسك. فأنكر عليه الوليد ذلك، ثمَّ أراد أن يقتله به فمنعه الأزد، فتراءى له أن يحبسه ثمّ يقتله غيلة، وقد كان على السجن الّذي وضعه فيه رجل نصراني كان قد تأثّر بجندب كثيراً لما رآه منه من قيام ليله وصيام نهاره، فكان من أمره أن أوكل بالسجن رجلاً، وخرج يسأل الناس هذا السؤال: من هو أفضل أهل الكوفة؟ فقالوا له: الأشعث بن قيس، فاستضافه فرآه ينام الليل ثمّ يصبح فيدعو بغدائه، فخرج من عنده وسأل: أيّ أهل الكوفة أفضل؟ قالوا: جرير بن عبد الله، فذهب إليه فوجده ينام الليل ثمَّ يصبح فيدعو بغدائه، فاستقبل القبلة، وقال: ربّي ربّ جندب، وديني دين جندب، وأسلم[4].
وفي (مروج الذهب) : ((نظر السجّان إلى قيام ليله إلى الصبح، فقال له: انج بنفسك، فقال له جندب: تقتل بي، قال: ليس ذلك بكثير في مرضاة الله والدفع عن