responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 17

وهو(عليه السلام) الذي أفتى في المرأة التي وضعت لستة أشهر، وهو الذي أفتى في الحامل الزانية، وهو الذي قال في المنبريّة: صار ثمنها تسعا. وهذه المسألة لو فكّر الفرضي فيه فكراً طويلا لاستحسن منه بعد طول النظر هذا الجواب، فما ظنّك بمن قاله بديهة، واقتضبه ارتجالا!

ومن العلوم علم تفسير القرآن، وعنه أخذ، ومنه فرّع وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك ؛ لأنّ أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له، وانقطاعه إليه، وأنّه تلميذُه وخرّيجه. وقيل له: أين علمك من علم ابن عمّك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط.

ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوّف ؛ وقد عرفت أن أرباب هذا الفنّ في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون، وعنده يقفون ؛ وقد صرّح بذلك الشبليّ، والجنيد، وسريّ، وأبو يزيد البسطاميّ، وأبو محفوظ معروف الكرخي ؛ وغيرهم. ويكفيك دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم إلى اليوم، وكونهم يُسندونها بإسناد متّصل إليه(عليه السلام).

ومن العلوم علم النّحو والعربية، وقد علم الناس كافة أنّه هو الذي ابتدعه وأنشأه، وأملى على أبي الأسود الدؤليّ جوامعه وأصوله، من جملتها: الكلام كلّه ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف، ومن جملتها تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة، وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجر والجزم، وهذا يكاد يُلحق بالمعجزات؛ لأنّ القوة البشريّة لا تفي بهذا الحصر، ولا تنهض بهذا الاستنباط.

وإن رجعت إلى الخصائص الخلقيّة والفضائل النفسانية والدينية وجدته ابن جلاها وطلاع ثناياها.

انتهى كلام ابن أبي الحديد.

نعم، هؤلاء هم أئمتنا وقادتنا وسلفنا الصالح، منهم نأخذ أحكامنا الدينية، وبهم نقتدي، وهم الحجّة بيننا وبين الله سبحانه وتعالى. لا كما يفعل الآخرون إذ يدّعون

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست