رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين) وقد كان حجر بن عدي أحدهم[1].
قال المرزباني: ((إنّ حجر بن عدي وفد إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) مع أخيه هاني بن عدي، وكان من عبّاد الله وزهّادهم، وكان بارّاً باُمّه، وكان كثير الصلاة والصيام))[2].
وقال أبو معشر: ((كان عابداً وما أحدث إلا توضأ وما توضأ إلا صلّى ركعتين))[3].
وعن ابن أبي الدنيا في كتابه (مكارم الاخلاق): ((كان حجر بن عدي بن الأدبر الكندي يلمس فراش أمه بيده فيتهم غلظ يده فيتقلّب عليه على ظهره فإذا أمن أن يكون عليه شيء أضجعها))[4].
وأيضاً كان حجر بن عدي (رضوان الله عليه) صاحب كرامة واستجابة في الدعاء مع تسليم وانقياد إلى الله، روى ابن الجنيد في كتاب الأولياء: إنّ حجر بن عدي أصابته جنابة فقال للموكل به: أعطني شرابي أتطهّر به ولا تعطني غداً شيئاً. فقال: أخاف أن تموت عطشاً فيقتلني معاوية، قال: فدعا الله فانسكبت له سحابة بالماء، فأخذ منها الّذي احتاج إليه. فقال له أصحابه: ادع الله أن يخلّصنا، فقال: اللّهمّ خر لنا[5].
وقد قالت عائشة في حقّه: ((أما والله إن كان ما علمت لمسلماً حجّاجاً معتمراً))[6]. وقالت أيضاً لمعاوية بعد قتله إيّاه: ((قتلت حجراً وأصحابه، أما والله لقد
[1] مسند أحمد 5: 155، الاستيعاب 1: 253، الإصابة 2: 32، الطبقات الكبرى 4: 234، سير أعلام النبلاء 2: 77، صحيح ابن حبان 15: 60، تاريخ ابن عساكر 66: 221.