وهذا كلّه، أي: الولاء لأهل البيت(عليهم السلام) مع مناهضة حكومة الخلفاء دليل واضح على تشيّع الصحابي الجليل أبي ذر(رضي الله عنه) وتمسّكه بالثقلين الكتاب والعترة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما لا يخفى على المتدبر.
3ـ المقداد بن الأسود الكندي
وهذا الصحابي الجليل ركن من أركان التشيّع في أوّل الإسلام، وفاضل من فضلاء الصحابة، وهو أحد النجباء الكبار، قال أبو عمر في (الاستيعاب): ((كان - أي: المقداد - من الفضلاء النجباء الكبار الخيار))[1].
هاجر الهجرتين, وشهد بدراً والمشاهد كلّها، أوّل من حارب فارساً في الإسلام, كان فارساً يوم بدر، ولم يثبت أنّه كان فيها على فرس غيره.
والمقداد أيضاً هو أحد السبعة الّذين أظهروا الإسلام، وأحد النجباء الأربعة عشر وزراء رسول الله(صلى الله عليه وآله) ورفقائه. وقد سمّاه رسول الله(صلى الله عليه وآله): (أوّاباًً) كما في حديث أخرجه أبو عمر في (الاستيعاب)[2].
وهو أيضاً أحد أربعة من الصحابة الّذين يحبّهم الله وقد أمر رسوله(صلى الله عليه وآله) بحبّهم, كما في الحديث الّذي أخرجه الترمذي في السنن, وأحمد في المسند, وابن