responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 61

ويختلف أتباعه وتتمزّق كلمته ويكفِّر بعضهم بعضاً ويضرب بعضهم رقاب بعض، فأراد تبليغهم هذا الأمر وبيان أهميته وأنّه من الله تعالى لا من عند نفسه ورغبته، ووجوب إيمانهم به وتسليمهم له والانقياد من بعده لخليفته ووصيه الشرعي، وطلب منهم أن يسلّموا بذلك ويذعنوا له ولو ظاهراً ومؤقتاً؛ لأنّ الله تعالى لا يرضى منه ولا منهم بأقل من ذلك ليُتِمّ ويُكمِل تعالى بذلك دينه ونعمته ويحفظ خاتمة شرائعه وأكملها.

أوّل تصدٍّ من قريش للنبيّ(صلى الله عليه وآله):

أنزل الله تعالى على نبيّه وخاتم رسله(صلى الله عليه وآله) قوله(عزوجل): {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[1] في حجّة الوداع بعد أن منعه البعض ــ كما سنذكره قريباً ــ من تبليغ هذا الأمر والأصل المهم والأخير، ليودع النبيّ(صلى الله عليه وآله) أمّته مطمئن النفس مرتاح البال مستبشراً بالمآل مكملاً دين الله قبل الفراق والانتقال.

ولكنَّ بني آدم هم بنو آدم وليسوا بملائكة! فبعد أن أحست قريش ببوادر التبليغ بإمامة أهل البيت(عليهم السلام) وخلافتهم للنبيّ(صلى الله عليه وآله) وحصر ذلك الأمر بهم دونهم؛ امتعضوا من ذلك الأمر وانزعجوا كثيراً وأحسّوا بالخطر المحدق بهم وقطع عليهم كلّ طموحٍ وتَمنٍّ؛ فحاولوا حينئذ تعطيل هذا الأمر والتصدّي له ومنع تبليغه وانتشاره بين ذلك الجم الغفير، ومن ثمّ الالتواء عليه بكلّ وسيلة مهما كانت ليبقَ الأمر في دائرة السيطرة والهيمنة والزعامة القرشية الفاعلة ولتبق الخيارات مفتوحة أمامهم!


[1] المائدة: 67.

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست