responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 176

مقابلة العدو القديم!

حينها ذهبت إلى أحد أصدقائي الشيعة القدماء ــ الذين تعرّفت عليهم في السادس الإعدادي ــ (مكي) الذي كان هو و(أحمد) يمثّلان خفة الدم والظل والمزاح المستمر في مجموعتنا التي ذكرتها في بداية الكتاب، وكانا كثيراً ما يتمازحان معي ويُسمعاني كلاماً يؤذيني حينما كنّا نتسامر كلّ ليلة تقريباً ونتحاور في الخلافيات والاختلافات، حتّى إذا جاء وقت مغادرتي لهما همس أحدهما في أذن صاحبه ثمّ قالا لي بصوت ولحن واحد: "الله ومحمّد وعلي وياك"، فأصرخ مجيباً: "لا لا، لا تشركا بالله"!! فيضحكان ونفترق، هذان الشخصان كنت أحبّهما كثيراً ويبادلاني نفس الشعور، وكانا كثيراً ما يكرران قول: "متى يهديك الله وتكون شيعياً"؟ فأجيبهم على الفور بحسب عقيدة كلّ وهابي: أنتما واهمان لا يمكن لسنّي يوماً من الأيام أن يصبح شيعياً[1]، بخلاف الشيعة في زماننا وبلدنا فكثيراً ما نجدهم في مساجدنا بعد أن يأتوا ليصلّوا معنا في المساجد فإذا بهم يتسننون بعد أيام، بل إن أكثر السلفيين في العراق أصلهم من الشيعة بخلاف السنّة فإنّهم لا يميلون للوهابية والسلفية فلم يعتنقها إلاّ الأفراد القلائل![2].


[1] أصبحت هذه الأحجية من نسج الخيال أمّا الواقع فإنّ مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ينتشر انتشاراً كبيراً وغير طبيعي ودون جهود تذكر من الشيعة في جميع أرجاء العالم كمصر والمغرب العربي وغيرها وفي الطبقات المثقفة جدّاً ولله الحمد والمنّة.

[2] كان الطاغية الطائفي صدام يقوم بتقديم التسهيلات للتجار السنّة ويعفيهم من الجمارك والرسوم والضرائب إذا تعهّد ذلك التاجر ببناء مسجد سني وخصوصاً في المناطق الشيعية أو المختلطة بخلاف الشيعة، وعلى العكس من ذلك تماماً فإنّه كان يمنع بناء أيّ مسجد شيعي في بغداد، فحصل ما حصل من بعض الشيعة من تحوّل إلى الوهابية لسبب وآخر بعد أن يقوموا بالصلاة في المساجد السنية وهم جهلة ولا خلفية ثقافية لهم في المذهب فيسهل تغييرهم حينئذ، وأعتقد أنّ هذا الأمر قد دُبِّر بليلٍ وأنّه مؤامرة مدروسة وخبيثة وليس أمراً اعتباطياً.

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست