الجواب : أمّا كعب الأحبار ، فهو ابن ماتع الحميري ، كان في الجاهلية من علماء اليهود في اليمن ، أسلم في زمن أبي بكر ، وقيل : في أيّام عمر ، وقدم المدينة في دولة عمر ، وأخذ يروي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) مرسلاً ، وعن عمر وصهيب وعائشة ، ثمّ خرج إلى الشام فسكن حمص ، وتوفّي فيها سنة (32 ه) ، عن عمر جاوز المائة وأربع سنين .
قال ابن أبي الحديد : " روى جماعة من أهل السير : إنّ علياً (عليه السلام) كان يقول عن كعب الأحبار : إنّه لكذّاب ، وكان كعب منحرفاً عن علي (عليه السلام) " [1] .
وعن زرارة قال : ( كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر (عليه السلام) ، وهو محتب مستقبل الكعبة ، فقال : " أما إنّ النظر إليها عبادة " ، فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر ، فقال لأبي جعفر (عليه السلام) : إنّ كعب الأحبار كان يقول : إنّ الكعبة تسجد لبيت المقدس في كلّ غداة ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : " فما تقول فيما قال كعب " ؟ فقال : صدق القول ما قال كعب ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : " كذبت وكذب كعب الأحبار معك " ، وغضب ، قال زرارة : ما رأيته استقبل أحداً بقول كذبت غيره ، ثمّ قال : " ما خلق الله عزّ وجلّ بقعة في الأرض أحبّ