نام کتاب : الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى جلد : 17 صفحه : 324
منيراً، ثم اختار له من البقاع المدينة، فجعلها دار الهجرة ودار الإسلام، فلم تزل الملائكة تحف بها مذ سكنها رسوله محمد (صلى الله عليه وآله) إلى يومكم هذا، وما زال سيف الله مغموداً عنكم.
فأنشدكم الله أن لا تطردوا جيرانكم من الملائكة، وأن لا تسلوا سيف الله المغمود، فإن لله عز وجل سيفاً لم يسله قط على قوم حتى يسلوه على أنفسهم، فإذا سلوه لم يغمده عنهم إلى يوم القيامة.
فإياكم وقتل هذا الشيخ! فإنه خليفة، ووالله! ما قتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفاً من أمته عقوبة لهم، ولا قتل خليفة من بعده إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفاً، فاتقوا الله ربكم في هذا الشيخ.
قال: فنادوه من كل جانب: كذبت يا يهودي!
فقال عبد الله بن سلام: بل كذبتم أنتم، لست بيهودي، ولكني تركت اليهودية وتبرأت منها، واخترت الله ورسوله، ودار الهجرة والسلام، وقد سماني الله تبارك وتعالى بذلك مؤمناً، فقال عز وجل فيما أنزل على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله): {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ}[1].
ولقد أنزل الله تعالى آية أخرى إذ يقول الله عز وجل: {قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}[2].