3 ـ لو كان الله باقياً ببقاء قائم بذاته، لكان تعالى ممكناً; لأنّ البقاء هو الوجود المستمر، فلو كان استمرار وجوده مستنداً إلى سوى ذاته كان ممكناً[2].
4 ـ إذا كان مقصود الأشاعرة من قيام صفاته تعالى بذاته حلول هذه الصفات فيه تعالى فهو محال.
وإذا كان مقصودهم إثبات الأحوال كما أثبته بعض المعتزلة وذكرناه في القول الثاني آنفاً، فهو أيضاً باطل[3].
فلا يبقى للأشاعرة سوى القول بزيادة الصفات على الذات، وهذا ما سنبيّن بطلانه لاحقاً.
أدلة بطلان زيادة صفات الله الحقيقية على ذاته :
1 ـ إذا كانت صفات الله الحقيقية زائدة على ذاته، فهي لا تخلو من أمرين[4]:
أولاً: أن تكون قديمة، فيلزم منه تعدّد القدماء، وهذا ما تبطله أدلة وحدانية الله تعالى.
ثانياً: أن تكون حادثة، فيلزم خلو الذات الإلهية قبل إحداثها، كما نواجه مشكلة مَن أحدثها، وقد بيّنا ذلك آنفاً عند الردّ على قول الكرامية.
2 ـ يلزم القول بالزيادة أن تكون الذات خالية من العلم والقدرة في مرتبة الذات، ويلزم هذا الخلو كونه تعالى ناقصاً في ذاته، وهذا ما لا يليق بالذات الإلهية، فيثبت بطلان القول بزيادة صفات الله على ذاته.
3 ـ يلزم القول بالزيادة اتّصاف الله بالاحتياج والافتقار إلى غيره; لأنّ معنى
[1] انظر: الرسالة السعدية، العلاّمة الحلّي: الفصل الأوّل، المسألة الخامسة: ص 51.