وسمّيت الحكمة "حكمة"; لأنّها تمنع الرجل من فعل ما لا ينبغي.
وأطلقت الحكمة على العلم، لأنّ العلم يمنع الجهل.
وأطلقت الحكمة على الفعل المتقن; لتبيّن منع وصول الفساد إلى هذا الفعل; لأنّ من أتقن فعله فهو ـ في الواقع ـ منع طروء الفساد على فعله، ولهذا أصبح فعله محكماً ومتقناً ومصاناً ومحفوظاً من الفساد والنقصان.
2 ـ إذا اعتبرنا "الحكمة" وصفاً للعلم، فسيكون معناها أفضل العلم وأتمّه، وستكون صفة "الحكيم" لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الذاتية.
وإذا اعتبرنا "الحكمة" وصفاً للفعل، فسيكون معناها كون الفعل متقناً ومنزّهاً، وستكون صفة "الحكيم" لله تعالى ـ وفق هذا المعنى ـ من صفات الله الفعلية.
30 ـ الحليم
قال تعالى: { إنّ الله غفور حليم } [ آل عمران: 155 ]
يبيّن قوله تعالى: (والله عليم حكيم ) [النساء: 26] بأنّ العلم غير الحكمة، ولهذا من الأفضل أن نقول: إذا أصبحت الحكمة وصفاً للعلم، فسيكون معناها أفضل العلم وأتمّه.
[2] انظر: التوحيد، الشيخ الصدوق: باب 29، ص 195 ـ 196.
[3] مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 6، تفسير آية 60 من سورة النحل، ص 566.
[4] انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادّة حكم، ص 272.
نام کتاب : التوحيد عند مذهب أهل البيت نویسنده : الحسّون، علاء جلد : 1 صفحه : 402