قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "إنّ الله تبارك وتعالى خلق العرش... قبل خلق السماوات والأرض"[2].
لماذا خلق الله العرش؟
قال الإمام علي(عليه السلام): "إنّ الله تعالى خلق العرش إظهاراً لقدرته، لا مكاناً لذاته"[3].
ويجد المتأمّل في الآيات القرآنية التي ورد فيها نسبة "العرش" إلى الله أنّه تعالى ذكر مسألة تدبير شؤون الخلق في العديد من هذه الآيات بعد ذكر استوائه على العرش.
قال تعالى: { إنّ ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثمّ استوى على العرش يدبّر الأمر } [ يونس: 3 ]
وقال تعالى: { الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش... يدبّر الأمر } [ الرعد: 2 ]
وقال تعالى: { الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثمّ استوى على العرش... يدبر الأمر من السماء إلى الأرض } [ السجدة: 4 ـ 5 ]
فنستنتج بأنّ العرش مخلوق جعله الله تعالى المنطلق لتدبير شؤون خلقه.
معنى استواء الله على العرش
الاستواء يعني استقرار شيء على شيء، كما أنّه كناية عن الاستيلاء والهيمنة والسيطرة والسيادة[4]، وبما أنّ الله تعالى منزّه عن الاستقرار المكاني فيلزم الأخذ بالمعنى المجازي.