لو سلّمنا بأنّ "الأمر" يعني كلام الله، فقوله تعالى: { وكان أمر الله مفعولا } [ الأحزاب: 37 ] دالّ على حدوث كلام الله; لأنّ المفعول من صفات المُحدث[2].
الدليل الثالث للأشاعرة على قدم كلام الله :
قال تعالى: { قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً } [ الكهف: 109 ]
فلمّا لم يجز أن تنفد كلمات الله صح أنّه لم يزل متكلّماً[3].
يرد عليه :
بيان نفاد البحر قبل نفاد كلمات الله لا يعني أزلية هذه الكلمات، بل غاية ما تدلّ هذه الآية: أنّ سعة كلمات الله أعظم من سعة البحر لو كان مداداً لكتابة هذه الكلمات.
والآية في الواقع بصدد بيان عظمة مقدورات وحكمة وعجائب الله تعالى[4].
الدليل الرابع للأشاعرة على قدم كلام الله :
قال تعالى: { إن هذا إلاّ قول البشر } [ المدثر: 25 ]
قال أبو الحسن الأشعري: "فمن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد جعله قولاً للبشر، وهذا ما أنكره الله على المشركين"[5].
[1] انظر: غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: ج 2، الفصل الخامس، الكلام في صفة التكلّم، ص 63 ـ 64.
[2] التبيان في تفسير القرآن، الشيخ الطوسي: ج 8 ، تفسير آية 37 من سورة الأحزاب، ص 345.
[3] انظر: الإبانة عن أصول الديانة، أبو الحسن الأشعري: باب الكلام في أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق، ص 32 .
[4] انظر: مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ج 6، تفسير آية 104 من سورة الكهف، ص 770.
[5] الإبانة عن أصول الديانة، أبو الحسن الاشعري: باب الكلام في أنّ القرآن كلام الله غير مخلوق، ص 32.
نام کتاب : التوحيد عند مذهب أهل البيت نویسنده : الحسّون، علاء جلد : 1 صفحه : 341