responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد عند مذهب أهل البيت نویسنده : الحسّون، علاء    جلد : 1  صفحه : 310

ومن الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدّم منها ما يشاء، ويمحو ما يشاء، ويثبت منها ما يشاء، لم يطلّع على ذلك أحداً، يعني الموقوفة، فأمّا ما جاءت به الرسل، فهي كائنة لا يكذّب نفسه ولا نبيّه ولا ملائكته"[1].

قال(عليه السلام) أيضاً:

"العلم علمان:

فعلم عند الله مخزون لم يطلّع عليه أحداً من خلقه

وعلم علّمه ملائكته ورسله

فأمّا ما علّمه ملائكته ورسله، فإنّه سيكون، ولا يكذّب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون يقدّم فيه ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء، ويثبت ما يشاء[2]"[3].

تنبيه :

ليس المقصود من قوله(عليه السلام): "لا يكذّب نفسه ولا ملائكته ورسله" إنكار وقوع البداء في إخبارات الأنبياء; لأنّ القرآن الكريم ـ كما أشرنا فيما سبق ـ يدل على وقوع مثل هذا البداء كقصّة النبي يونس(عليه السلام)، بل المقصود أنّه تعالى لا يفعل البداء الذي يؤدّي إلى تكذيب نفسه أو ملائكته أو رسله، وسنبيّن كيفية ذلك لاحقاً.

حل مشكلة إخبار الأنبياء عن الأمر غير الحتمي ووقوع البداء فيه :

وقوع البداء في ما أخبر عنه الأنبياء لا يؤدّي إلى تكذيبهم أو عدم الوثوق بهم; لأنّه تعالى جعل دائماً القرائن الواضحة الدالة على صدق إخبار الأنبياء، ولهذا نجد أكثر حالات البداء المروية في الأحاديث مقرونة بما يفيد التصديق وصحة إخبار الأنبياء، منها:


[1] التفسير، العياشي: ج 2، تفسير سورة الرعد، ح 65، ص 217.

[2] تنبيه: ليس المقصود من العلم في هذا الحديث هو العلم الإلهي الذاتي، بل: المقصود من العلم الأوّل: ما هو مدوّن في أمّ الكتاب، وهو الذي لا يتعلّق به البداء; لأنّه مما لا يقبل المحو والتبديل والتغيير.

والمقصود من العلم الثاني: ما هو مدوّن في لوح المحو والإثبات، وهو الذي يتعلّق به البداء; لأنّه يقبل المحو والتبديل والتغيير.

[3] المحاسن، البرقي: ج 1، باب 24: باب العلم، ح [833] 235، ص 378.

نام کتاب : التوحيد عند مذهب أهل البيت نویسنده : الحسّون، علاء    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست