ولا يصحّ ـ في جميع الأحوال ـ سلب القدرة من الله، ونسبة "العجز" إليه تعالى; لأنّ هذا السلب يوجب احتياجه تعالى في الخلق إلى شيء غير ذاته، والله تعالى منزّه عن الاحتياج.
قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "لم يزل الله عزّ وجلّ ربّنا... والقدرة ذاته ولا مقدور، فلمّا أحدث الأشياء ... وقع ... القدرة على المقدور ... "[2].
سُئل الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): خلق الله الأشياء بالقدرة أم بغير القدرة؟ فقال(عليه السلام): "لا يجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة.
لأنّك إذا قلت: خلق الأشياء بالقدرة فكأنّك قد جعلت القدرة شيئاً غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء، وهذا شرك.
وإذا قلت: خلق الأشياء بغير قدرة، فإنّما تصفه أنّه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج إلى غيره، بل هو سبحانه قادر لذاته لا بالقدرة"[3].
2 ـ قدرة الله غير مقيّدة بالقوانين والأسباب الطبيعية، بل الله تعالى قادر على فعل الأشياء من دون توسّط هذه القوانين والأسباب، كما أنّه تعالى قادر على إلغاء هذه
[1] انظر: شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى: وجوب كونه تعالى قادراً فيما لم يزل، ص63. تقريب المعارف، أبو الصلاح الحلبي: مسائل التوحيد، مسألة في كونه تعالى قادراً فيما لم يزل، ص 81 .
[2] الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، كتاب التوحيد، باب صفات الذات، ح 1، ص 107.
[3] عيون أخبار الرضا(عليه السلام)، الشيخ الصدوق: ج 1، باب 11، ح 7، ص 108.
نام کتاب : التوحيد عند مذهب أهل البيت نویسنده : الحسّون، علاء جلد : 1 صفحه : 230