ليس كلّ ما كان كمالاً في حقّنا يكون كمالاً في حقّه تعالى.
مثال ذلك: إنّ الماشي منّا أكمل ممّن لا يمشي.
فهل يمكننا القول بأنّه تعالى لو لم يكن ماشياً لكان أحدنا أكمل منه.
وقد يُقال: إنّ المشي صفة كمال في الأجسام، والله تعالى ليس بجسم.
ولكن السمع والبصر غير مختصّان بالأجسام، ولهذا يصح نسبتهما إليه تعالى.
والجواب: لا يوجد دليل عقلي على أنّ السمع والبصر غير مختصّان بالأجسام، والواقع يكشف أنّهما ملازمان للجسمانية، ومفتقران إلى الحواس والجوارح[3].
أضف إلى ذلك:
لو جاز عقلاً وصفه تعالى بالسميع والبصير لجاز عقلاً وصفه تعالى باللمس والذوق والشم; لأنّ من يتصّف منّا بهذه الصفات أفضل ممن لا يتّصف بها، ولكنّنا نجد أنّ الشارع لم يجوّز لنا وصفه تعالى بهذه الصفات.
[1] انظر: قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الرابعة، الركن الثالث، البحث الخامس، ص 91، إشراق اللاهوت، عميدالدين العبيدلي: المقصد الخامس، المسألة الخامسة، ص 215.
[2] انظر: تلخيص المحصّل، نصيرالدين الطوسي: الركن الثالث، القسم الثاني، القول في الصفات الثبوتية، مسألة: الله تعالى سميع بصير باتّفاق المسلمين، ص 288.
[3] انظر: تلخيص المحصل، نصيرالدين الطوسي: الركن الثالث، القسم الثاني، القول في الصفات الثبوتية، مسألة: الله تعالى سميع بصير باتّفاق المسلمين، ص 288. قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الرابعة، الركن الثالث، البحث الخامس، ص 92.
نام کتاب : التوحيد عند مذهب أهل البيت نویسنده : الحسّون، علاء جلد : 1 صفحه : 216