responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 331

مناقشة أدلة القائلين بالجمع

تبيّن لك من خلال أقوالهم التي نقلناها لك آنفاً أنّه ليس لهم على ما ذهبوا إليه من لزوم الجمع بين السلام والصلاة إلّا الآية الكريمة ، بتقريب أن الآية أمرت بالسلام علي النبيّ صلّى الله عليه وآله كما أمرت بالصلاة بحجّة أن {وَسَلِّمُوا} في قوله تعالى: {وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} هو بمعنى السلام وليس بمعنى التسليم والإنقياد، هذا من جهة ومن جهة أُخرى فإنّ الآية عطفت السلام على الصلاة وقالت: {صلّوا عليه وسلّموا تسليما} وهذا العطف يقتضي الجمع بينهما.

إذن لهم دعويان الأُولى : أن معنى { وَسَلِّمُوا } هو السلام، والثانية: أنّ العطف يقتضي الجمع بينهما.

فأما الأُولى فقد تقدمت مناقشتها بشكل مفصّل وأثبتنا أنّها لا تصحّ. فإذا بطلت هذه الدعوى فإنّ موضوع الدعوى الثانية ينتفي فتنتفي لانتفاء موضوعها. ولكننا مع ذلك سنناقشها على فرض صحة الدعوى الأُولى وأن {وَسَلِّمُوا} بمعنى السلام لا التسليم ، فنقول: إنّ العطف بين الصلاة والسلام في الآية بمجرده لا يكفي في الدلالة على الجمع بينهما، وإنّما يحتاج ذلك إلى دليل ولا دليل في البين، بل أنّ الدليل على خلافه، لما هو معروف وثابت عملاً أنّهما أمران مستقلان لكل منهما موقعه، وكيفيته، وحكمه الخاص، وكذلك لكلّ منهما خصوصياته المستقلّة من حيث الفضل والثواب والمساحة التشريعية وغيرها.

ويوضحه أكثر أنّ المواطن التي يصرّون فيها على ذكر السلام عندما يصلّون على النبيّ صلّى الله عليه وآله هي مواطن شرّعت لنا فيها الصلاة فقط ولم يشرّع لنا فيها السلام.

نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست