وقد ورد في بيان الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله أحاديث بلغت حدّ التواتر عند الفريقين، وقد جاءت هذه البيانات وبحسب تتبعي في ثلاث طوائف[1]:

1 ـ في بيان كيفيتها المأمور بها.

2 ـ في بيان مواقعها التي شرّعت فيها على نحو الاستحباب كان ذلك أو على نحو الوجوب.

3 ـ في بيان فضلها ومنزلتها وثوابها.

والذي يعنينا منها هنا هي الطائفة الأُولى، بلحاظ إنّنا نريد البحث حول الصلاة البتراء وهي الصلاة التي تحذف الآل، وهذا الأمر يتعلق ببيان كيفية الصلاة المأمور بها، لنتحقق من مشروعية العمل بها، وكذلك بقية الصلوات التي لا تتقيد بذكر الآل فقط، وإنّما تضيف معهم غيرهم كإضافة الصحابة وغيرهم ومعلوم أنّ دراسة هذه الصلوات بالكيفيات المشار إليها والوقوف على حقيقتها وموقعها الشرعي، يرتبط ارتباطاً مباشراً ببيانات النبيّ صلّى الله عليه وآله حول كيفية الصلاة المأمور بها.

وبما أن الصلاة البتراء وغيرها من الصلوات المعنية بالكلام معتمدة عند أهل السنّة فقط لكونهم يرون مشروعيتها، وأما الشيعة فلا يرون مشروعيتها فهم لا يجوّزون العمل إلاّ بالصلاة التامّة الذاكرة للآل دون غيرهم، لهذا فإننا سنستقصي بيانات النبيّ صلّى الله عليه وآله المبيّنة لكيفية الصلاة عند أهل السنّة فقط لنرى

[1] مع ملاحظة أن هذا التصنيف الثلاثي لبيانات الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله، واستقصاء

أحاديث كيفيتها من حيث العدد، وتتبع الطرق، وضبط الألفاظ، لم أجده في كتاب آخر ـ حسب تتبعي ـ وهو من حسنات هذا الكتاب.