responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 206

على السنّة، فمعاوية وبنو أمية أكثر جرأة؛ لعظم سلطانهم، وشدّة سطوتهم، وقد بيـّنا ذلك في النقاط الأربعة السابقة، فيكون معاوية وبنو أميـة أولى بهذا الفعل من ابن الزبير، وإنما هو مقلّد لهم في ذلك، فهم أسبق منه في العداء لبني هاشم وأهل البيت وأكثر خبرة، فما تركوا شيئاً يرون فيه انتقاصاً لقدر بني هاشم إلاّ وفعلوه، وله شاهد من التاريخ، فإنك لو تتبعت الرسائل التي كان يبعث بها معاوية، وقارنتها مع رسائل الإمام علي(عليه السلام)، لوجدت أن الإمام علياً في كل مرة يذكر النبيّ صلّى الله عليه وآله يصلي عليه صلاة تامّة، بالوقت الذي تجد معاوية لا يصلي عليه أبداً إلاّ في مواقع نادرة جداً وصلاة بتراء ولعل النسّاخ تبرعوا له بها! فكيف يصلّي على من لا يطيق سماع اسمه[1]؟

ومن كان لا يطيق الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله ولا يحتملها فكيف يطيق الصلاة على آله ! من هنا فإن هذا الأمر يعدُّ دليلاً آخر على ظهور الصلاة البتراء في زمن بني أمية.


[1] قال ابن أبي الحديد: "وروى الزبير بن بكار في الموفقيات ـ وهو غير متهم على معاوية، ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة، لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي×، والانحراف عنه ـ عن المطرف بن المغيرة بن شعبة، قال: "دخلت مع أبي على معاوية فكان أبي يأتيه، فيتحدّث معه، ثم ينصرف أبي فيذكر معاوية وعقله ويُعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة، فأمسك من العشاء، ورأيته مغتمّاً فانتظرته ساعة، وظننته أنه ?مر حدث فينا، فقلت: ما لي أراك مغتمّاً منذ الليلة؟ فقال لي: يابني جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم، قلت: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوت به: إنك قد بلغت سنّاً يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلاً، وبسطت خيراً فأنك قد كبرت، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم، فوصلت أرحامهم، فوالله

ما عندهم اليوم شيء تخافه، وإن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه، فقال: هيهات هيهاتّ! أي ذكر ترجو بقاءه؟ مَلَكَ أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: أبو بكر، ثم مَلَكَ أخو عدي، فاجتهد وشمَّر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره! إلاّ أن يقول

قائل: عمر، وإن ابن أبي كبشة ليُصاح به كل يوم خمس مرّات (أشهد أن محمّداً رسول الله) فأي عمل يبقى، وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أباً لك! ?مر الله إلاّ دفناً دفناً".

انظر: شرح النهج، 5: 71 ـ 72، خطبة 60، مروج الذهب، 3: 454، الموفقيات للزبير بن بكار، ص 576 (ط/ العراق).

نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست