وفي نفس المعنى أخرج الشافعي عن وهب بن كيسان قال: >كل سنن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد غيرت حتى الصلاة"[1].

ومثله أخرجه مالك بن أنس في الموطأ عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه قال: >ما أعرف شيئاً مما أدركت عليه الناس إلاّ النداء للصلاة"[2].

وأخيراً نقل الذهبي عن معاوية بن قرة المزني قوله: >أدركت سبعين من الصحابة لو خرجوا فيكم ما عرفوا شيئاً مما أنتم فيه إلاّ الأذان"[3].

ولم تكن هذه التصريحات وحدها هي التي أعلنت أن السنّة النبوية تغيّرت في زمن بني أمية، بل سبقتها إلى ذلك السنّة النبوية نفسها؛ حيث أخبرت أن أول من سيتولى تغييرها والتلاعب بها هم بنو أمية، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: >أول من يغيّر سنتي رجل من بني أمية"[4]، ورجّح الألباني ـ الذي أخرج هذا الحديث في "صحيحته" ـ أن ذلك الرجل هو معاوية!! حيث قال: >ولعلّ المراد بالحديث تغيير نظام اختيار الخليفة، وجعله وراثة، والله أعلم"[5].

وأخرج الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: >سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولاً ومال الله نحلاً وكتاب الله دغلاً".

[1] كتاب الأم، مج2: 231/ 2553 كتاب صلاة العيدين.

[2] الموطأ، ص43.

[3] سير أعلام النبلاء، ترجمة معاوية بن قرة المزني.

[4] السلسلة الصحيحة، 4: 330 / 1749.

[5] وعلّق على هذا الحديث حسن فرحان المالكي بقوله: صدق الرسول (صلّى الله عليه وآله) فإن فساد الأمة الفكري والسياسي والقضائي والمالي بدأ من عهد بني أمية. انظر "قراءة في كتب العقائد" هامش: 78.