responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 172

ما ارتكبوه بحقّ السنّة النبوية حيث كانت في ذاك الوقت عبارة عن ذكريات في أذهان الصحابة ولم تكن مدوّنة بسبب حضر التدوين الذي فرضه الخليفتان الأوّل والثاني[1]، بل منعا حتى من التحدّث بها كما حصل ذلك لقرضة بن كعب وغيره[2]. وهذا الحضر الطويل الذي استمرّ أكثر من قرن من الزمن، هيأ الأرضية الملائمة للسلطة الأُموية وغيرها أن تستخدم هذه السنّة كسلاح ضد أهل البيت(عليهم السلام) حيث استطاعت من خلال السنّة أن تحقق أُموراً كثيرة أهمها أمران؛ الأوّل: استطاعت من خلالها أن تُوجد لرجالاتها عمقاً شرعياً ومكانة إسلامية كانوا بأمسّ الحاجة لها لتمرير شرعية سلطتهم التي أخذوها بطريقة مغايرة لما عُرف في الحكومات السابقة، وتمَّ لهم ذلك من خلال وضع الأحاديث في فضل معاوية ومن ينتمي لهم، وفي فضل مركز سلطتهم الشام.

والأمر الثاني: هو إنكار ما ثبت من فضل لأهل البيت(عليهم السلام) والمنع من التحدث به أو ذكره بأي شكل من الأشكال وعاقبوا على مخالفة ذلك وفي نفس الوقت وضعوا أحاديث في فضل خصومهم نكاية بهم أو أشركوا غيرهم معهم فيما ثبت لهم من فضل لكي يذهبوا بمزية إختصاصهم بتلك الفضيلة، كذلك سعوا إلى منع كلّ سنّة قد عمل بها المسلمون لمجرد أن أهل البيت كانوا يُعرفون بها، إمعاناً منهم في تغييبهم وإماتة ذكرهم، ولم يكتفِ معاوية بهذا بل عمد الى سنّ سبّهم على المنابر واستمرّ ذلك عشرات السنين وتعاقبت عليه الأجيال فأصبح سنّة لا تعرف الناس غيرها بحقّ أهل البيت(عليهم السلام)، وكلّ هذا سنبينه لك ضمن النقاط


[1] طبقات ابن سعد، 5: 140، تذكرة الحفّاظ / الذهبي، ص: 1 ـ 11، جامع بيان العلم وفضله/ ابن عبد البر، ص77.

[2] مستدرك الحاكم: 1/183، 347، 1/193، 374، 375، جامع بيان العلم ص 147.

نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست