طريق النفرة والتحرز من بعضنا البعض ، بينما جاء نداء المولى سبحانه وتعالى آمراً نبيّه صلىاللهعليهوآله ، والمسلمين تبعاً له بالتعايش السلمي مع بقيّة الديانات : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ )[١] وتوالت الفواجع والكوارث ، فمن اعتداءات ١١ سبتمبر إلى تفجيرات مدريد ولندن ، إلى القتل المجانيّ للمسلمين الشيعة بدعوى أنّهم كفار ، مروراً بالمجازر والانتهاكات التي قام بها هؤلاء الوحوش في حقّ قبائل الهزارة الشيعة في كلّ من باميان ومزار شريف في أفغانستان ، وكلّما أطل عليك وجه من تلك العصابات ، أيقنت أنّه لا يمتلك من الدين حتّى المظهر الذي قد ينبئك بصلاحه وتقواه ، فلا ترى غير الوجوه الكالحة ، والتقاسيم التي لا ترتسم عادة إلاّ على أقلّ الجهّال ، فرأيت اتّباع الحق الذي عليه المسلمون الشيعة واتّخاذ ذلك الفكر النيّر الذي استقرئه من أهل البيت عليهمالسلام ، فحزمت أمري وواليت محمّداً وآله عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وتركت ما دونهم قربة إلى الله تعالى.