responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نعم لقد تشيّعت نویسنده : الرصافي المقداد، محمد    جلد : 1  صفحه : 121

الحلقة الثانية عشر

مودّة قربى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عند الشيعة هي التي شيّعتني

بشير ، هو واحد من الأصدقاء الذين عرفتهم كثيراً ، وتوطدت علاقتي به بعد تجربة أكدّت أنّه من طينة الأخلاّء الذين يندر وجودهم ، كان يتابع المتدخّلين في الجلسة بنظراته المتقدة بريقاً والدالّة على نباهة وبصيرة قلّما يتحلى بها الكثيرون من الناس ، كان يريد أن يسمع أكثر من أن يتكلم ، تابع باهتمام بالغ إفادات الحاضرين ، وكان يودَّ أنْ يكون آخر المتكلمين ، وإفادته خاتمة الإفادات ـ كذلك أسرّ إليّ قبل مجيئه إلى الجلسة ـ لكنّني فاجأته بإعطائه الكلمة ، طلباً لأولوية السبب الذي دعاه إلى التشيّع ، فلم يمانع من ذلك.

قال بشير : لم أكنْ ملتفتا إلى المعاني الحقيقيّة لفريضة مودة قربى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ بعد أنْ وقفت على لزومها من خلال النصوص العديدة التي أشار إليها المولى سبحانه وتعالى في محكم كتابه ، فقال جلّ من قائل : ( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )[١] وبيّنها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عندما نزلت الآية الكريمة ، ردّاً على سؤال وجه إليه من طرف بعض الصحابة : « يا رسول الله! مَن قرابتك هؤلاء من الذين وجبت علينا مودتهم يا رسول الله؟ » فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « عليّ وفاطمه وابناوهما » [٢]. وحث صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ذلك على تلك المودّة في أكثر من مناسبة ، ولم أتساءل قبل ذلك عن الغاية التي كانت تراد منها تلك المودّة ، فقط كنت أتصور أنّها محبّة مجرّدة ، خالية من المقاصد الحقيقيّة المراد تحقيقها منها. بل لعل المتداول والمعمول به بين


[١] الشورى : ٢٣.

[٢] المعجم الكبير ، الطبراني ١١ : ٣٥١.

نام کتاب : نعم لقد تشيّعت نویسنده : الرصافي المقداد، محمد    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست