responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نعم لقد تشيّعت نویسنده : الرصافي المقداد، محمد    جلد : 1  صفحه : 109

الحلقة العاشرة

شيّعتني البسملة

من بين الحضور ، شابٌ في مقتبل العمر يتّقد إيماناً وحيوية ، بدأ حياته مع أخيه في التجارة ، وكان في ذلك مجالا للتعرف على مختلف طبقات الناس أفكاراً وسلوكاً ، جاء دوره في الكلام ، ورغم شدّة حيائه ، وعدم تعوّده على الحديث ، وسط مجموعة كبيرة من الناس ، إلاّ أنّه تماسك متحدّياً الحرج الذي بدا على ملامح وجهه.

يقول زهير : لم أكن مُدركاً قيمة البسملة إلاّ بعد أن قرأت روايات عظيمة في فضلها منها ما ورد عن ابن مسعود قال : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر ، فليقرأ « بسم الله الرحمن الرحيم فإنّ فيها تسعة عشر حرفاً ، ليجعل الله له بكلّ حرف منها جُنّة من كل واحد » [١].

ومع إدراكي لقيمتها وفضلها ، لم أفهم السبب الذي دعا ما يُسمّى بأهل السُنّة والجماعة إلى ترك البسملة ، وعدم قراءتها في صلواتهم المفروضة ، والتمادي في الإصرار على ذلك التعامل.

آية بتلك القيمة والعظمة والمكانة ، تعزف عنها شريحة كبرى من المسلمين ، ويتجنّبها من يتجنّبها منهم ، ويتنفّر منها من يتنفّر ، وزاد في حيرتي عثوري على نصوص من الخط الذي كنت فيه تقول :

« سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال كانت مدّاً ، ثمّ قرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يمدّ ببسم الله ويمدّ بالرحمن ويمدّ بالرحيم » [٢].


[١] تفسير الثعلبي ١ : ٩١ ، وانظر الدر المنثور ١ : ٣٠.

[٢] صحيح البخاري ٦ : ١١٢.

نام کتاب : نعم لقد تشيّعت نویسنده : الرصافي المقداد، محمد    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست