responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 34
إلى عذاب الأخذ الوبيل، قال ابن كثير في تفسيره: " احذروا أنتم أن تكذبوا هذا الرسول فيصيبكم ما أصاب فرعون حيث أخذه الله أخذا عزيز مقتدر " [1].

كما جعل الله - تعالى - قياس أذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أذى موسى عليه السلام، قال تعالى: (يا أيها آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا) [ الأحزاب: 69 ]، قال ابن كثير: وفيه نهي للمؤمنين أن ينالوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو يوصلوا إليه أذى، وقال تعالى مخبرا عن رسوله موسى عليه السلام أنه قال لقوله: (لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين) [ الصف: 5 ]، ولما كانت عقوبة الذين آذوا موسى عليه السلام وعدلوا عن الحق مع علمهم به، أن الله أزاغ قلوبهم عن الهدى وأسكنها الشك والحيرة والخذلان، فإن الله - تعالى - توعد الذين يؤذون النبي صلى الله عليه وآله وسلم باللعن في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) [ الأحزاب: 57 ]، قال ابن كثير: والظاهر أن الآية عامة في كل من آذاه بشئ، ومن آذاه فقد آذى الله، كما أن من أطاعه فقد أطاع الله.

ولما كان الناس يختبرون على امتداد المسيرة البشرية لينظر الله إلى عباده كيف يعملون، فإننا نجد موسى عليه السلام يبين معالم هذا الاختبار لبني إسرائيل في ما أخبر الله - تعالى - أنه قال لقومه: (عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون) [ الأعراف: 129 ]، وهذه المعالم بينها الله - تعالى - لرسوله الخاتم في قوله: (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين، ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون) [ يونس: 13 - 14 ].

فالدعوة الإلهية ظلالها ممتدة، ودوائر الهدى فيها تشبه بعضها بعضا، والعذاب الذي توعد الله به الظالمين هناك من جنس العذاب الذي ينتظر


[1]تفسير ابن كثير: 4 / 438.

نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست