ثم قتله» وقد تم هذا التنبؤ في عمل الحسين قبل غيره.
ثانياً:
علم ابن النبي من نفسه ومن آثار جّده وأبيه وأخيه: أنّه إمام المسلمين دون سواه، ورشحته ألسنة المتجاهرين بالحق، وصدَّقته البقية تحت ستار التقيّة. فهل يكون لأحد من الوجوه مثل هذا ثم لا ينهض؟!
ثالثاً:
تلوح من السيرة الحسينية المثلى أنّه مسبوق العلم بأنباء من جدّه وأبيه وأُمه وأخيه وحاشيته وذويه بأنّه مقتول بسيف البغي ـ خضع أو لم يخضع، وبايع أو لم يبايع ـ فهلا يرسم العقل الناضج لمثل هذا الفتى المستميت خطة غير الخطة التي مشى عليها حسين الفضيلة، قوامها الشرع وزمامها النبل ولسان حاله:
مشيناها خطىً كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطىً مشاها
رابعاً:
تواتر الكتب إلى ابن النبي (صلى الله عليه وآله) من العراق وخلاصة أكثرها: «اقدم علينا يابن رسول الله، فليس لنا إمام غيرك، ويزيد فاسق فاجر ليس له بيعة في أعناقك، فعجّل بالمسير إلينا، وإن لم تفعل خاصمناك عند جدّك يوم القيامة».
فماذا يكون ـ ياليت شعري ـ جواب مثل الحسين لمثل هؤلاء؟ وهلا تراه ملوماً لو لم يستجب دعوتهم؟!