responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 186
الفاسق ويكذب الفاجر هو غيرنا». فقال ابن زياد: «كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟» فقالت: «هؤلاء كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتخصمون عنده فتنظر لمن الفلج».

فغضب ابن زياد واستشاط، فقال له عمر بن حريث: «يا أمير إنّها امرأة، والمرأة لاتؤاخذ بشيء من منطقها». فقال ابن زياد لزينب: «شفى الله غيظي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك». فقالت: «لعمري لقد قتلت كهلي، وأبرزت أهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، فإن يشفك فقد اشتفيت». قال ابن زياد لجلسائه: «هذه سجاعة وقد كان أبوها أسجع منها».

ثم التفت الى علي بن الحسين قائلاً: «ما اسمك؟» قال: «علي بن الحسين» قال: «أوليس الله قد قتل عليّاً؟» قال: «كان لي أخ يُسمّى علياً قتله الناس». قال ابن زياد: «بل قتله الله». قال علي (عليه السلام): «الله يتوفّى الأنفس حين موتها، وما كان لنفس أن تموت إلاّ بإذن الله». فغضب ابن زياد وأمر بقتله، فتعلقت به عمته زينب قائلة: «حسبك يا ابن زياد من دمائنا! أما رُويت واشتفيت، وهل أبقيت منا أحداً؟ اسألك بالله إن كنت مؤمناً أن تقتلني معه إن كنت قاتله». فنظر ابن زياد إليهما طويلاً ثم قال: «عجباً للرحم، تود أن تقتل دونه، دعو الغلام ينطلق مع نسائه».

ثم كثر الزّحام على ابن زياد من الطامعين والطامحين، إذ أزفت ساعة الوفاء بالوعود وتأدية أجور الاملين، لكن ابن مرجانة رأى أنّ الخزانة لا تفي بمصرف الجنود فضلاً عن الوفاء بالوعود، وإنّما أغراهم بالمواعيد دهاءً ومكراً. وطبيعة الكوفة أنها تنصب رقابها سلماً لرقبائها قبل إبرام الوثائق، فتمسي ولها الوزر ولغيرها الأجر، فغدر ابن زياد بهم بعد مقتل الإمام، وحَرَم الكثير منهم حتى عن القليل بأقل بادرة وأدنى حجة، ونكث عهد ابن سعد بولاية الري.

نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست