responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 165

العطش ومقتل العباس


يقف العقل حائراً كلما فكر في النظام العائلي أو الداخلي لأُسرة الحسين (عليه السلام) وحسن تربيته لآله وعياله، فكانوا ـ حتى في الشدائد ـ أتبع له من ظلاله وأطوع من خياله، ولا ينهض بأمر لجماعة مثل حسن الطاعة ولست مغالياً في قولي: «اطاعة الزعيم فيما تكره ولا عصيانه فيما تحب» فالانكسار كان أبعد شيء من مثل هذه الجماعة لو لم تصبهم فاقة جوع او عطش. فلا ترى شمراً مبالغاً في قوله لقومه عن الحسين (عليه السلام) وأهله: «انّهم إذا وصلهم الماء أبادوكم عن آخركم» فكان منع جيش الحسين (عليه السلام) عن الماء أقوى أسلحة عدوه عليه ـ ومن عدّ الصبر على الجوع متعسراً يعد الصبر على العطش متعذراً ـ لا سيما من فحولة هاشم وسيوفهم في أيمانهم والماء في أعينهم، ويسمعون بآذانهم ضجة صبيتهم عطاشى ومرضى ونخص من بينهم الفتى الباسل أبا الفضل العباس ـ رضي الله تعالى عنه ـ فقد أثرت عليه الحالة وأثارت عواطفه، فتقدّم الى أخيه الحسين (عليه السلام) يستميحه رخصة الدفاع معتذراً بأنّ صدره قد ضاق من الحياة ويكره البقاء.

نعم، شيء لا أشهى من الحياة وأطيب، لكنما الحي إنّما يحبها مادامت منطوية على مسرات ولذات أمّا إذا خلت من تلكما الحسنيين وأمست ظرف آلام لا تطاق استحالت الحياة الحلوة كأساً مرة. غير أنّ أقوياء النفوس لو أفضى الزمان

نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست