responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 153

توبة الحرّ وشهادته


من يدرس أحوال البشر من وجهتها النفسية ويسبر غورها يجد الأخيار صنفين: صنف يتطلب مصالحه الشخصية في ظل أحياء عقيدته واحترامها ـ وهؤلاء أكثر الأخيار ـ ثم أرقى منه صنف يقّدم إحياء عقيدته حتى على حياته الشخصية. وقد كانت وضعية الحر الرياحي بادىء بدء تنزل منزلة من يحب احترام مصالحه الذاتية في ضمن احترامه لعقيدته في الحسين بن فاطمة (عليها السلام)، زعماً منه أنّ الحسين لابد وأن سيصالح أمية القوية أو يسامحونه بمغادرته بلادهم، فيكون الحر حينئذ غير آثم بقتال الحسين، وغير خاسر جوائز الولاية وترفيعاتهم. وعليه فقد كان يساير الحسين بالسماح والتساهل ويصاحبه بتأدب واحترام. غير أنّ المظاهرات القاسية التي قام بها جيش الكوفة من جهة والمظاهرات الدينية الأخلاقية التي قام بها حسين الفضيلة من جهة أخرى أنارتا فكرته وأثارتا عاطفته، فارتقى في استكمال نفسه الى العلو أو الغلو في حب السعادة والشهادة، فجاء الى ابن سعد قائلاً: «أمقاتل أنت هذا الرجل؟».فأجابه: «نعم قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي» فقال الحر: «أفمالكم فيما عرضه عليكم رضىً؟». فأجابه: «أما لو كان الأمر إليّ لفعلت لكن أميرك قد أبى». فرجع الحر وهو يتمايل ويرتعد، وأخذه مثل الأفكل، إذ شعر بأنّه كان السبب لحصر الإمام.

نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست