responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 108
الحسين (عليه السلام) بعد وصوله إلى أشراف أمره بالتزود من مائها فوق قدر الحاجة بكثير ولم يعرفوا سر ذلك، حتى إذا بلغوا ذي حسم كبّر رجل من أصحابه تكبيرة الإعجاب زاعماً أنه رأى نخيل الكوفة، وبعد أن أجمعوا على استبعاد رأيه وتحققوا علموا أنها رؤوس رماح وطليعة كفاح، فتحيز الحسين (عليه السلام) برحله هضاب ذي حسم قائلاً: «نحط بالرحل وراءه لنلق القوم من وجه واحد».

وأخذ الحسين الاحتياطات الحربية ليلوذ رحله بالهضاب فيدفع الرماة من فوقها تأميناً لخطة الدفاع عن النواميس بكل معانيها، وما لبثوا حتى أسفرت الآثار عن الحر بن يزيد الرياحي ومعه ألف فارس أرسلته القيادة العامة الأموية لحراسة البر، ولكي يُقطعوا على الحسين (عليه السلام) طريقه أينما صادفوه ثم لا يفارقونه إلى أن يأتوا به إلى أقرب مركز للحكومة حتى إذا اطمأنوا من مسالمته ومبايعته أدخلوه على ابن زياد.

أمّا الحر وأصحابه فقبل أن يظهروا مهمتهم أظهروا بلسان الحال والمقال عطشهم المفرط، وأنّهم من طول جولاتهم في البر والحر حيث لا ماء ولا كلاء، وقد أشرفوا على العطب فأمر حسين الفتوّة فتيانه وغلمانه بسقاية الأعداء وإرواء خيلهم[1].

فعرف عندئذ صحب الحسين (عليه السلام) سرّ استعداده بالماء ليوم سماح أو كفاح، ولما استعبد الحر بالبرـ والبرّ يستعبد الحر ـ سأله عن غايته، فأجاب على استحياء بأنه مرسول إليه ليوفده على ابن زياد.

ولماقال له الحسين (عليه السلام): «قم إلى أصحابك فصلّ بهم ونحن نصلّي مع أصحابنا».


1) في الإرشاد ص203 والطبري وغيرها.

نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست