نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 64
طريق لهم إلى إثبات كونه تعالى صادقا في الحروف و الأصوات
المبحث الثامن في أنه
تعالى لا يشاركه شيء في القدم
العقل و السمع متطابقان
على أنه تعالى مخصوص بالقدم و أنه ليس في الأزل سواه لأن كل ما عداه سبحانه و
تعالى ممكن و كل ممكن حادث و قال تعالى هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ[1]. و أثبتت
الأشاعرة معه معاني قديمة ثمانية[2] هي علل
الصفات كالقدرة و العلم و الحياة إلى غير ذلك و لزمهم من ذلك محالات منها إثبات
قديم غير الله تعالى قال فخر الدين الرازي النصارى كفروا بأنهم أثبتوا ثلاثة قدماء
و أصحابنا أثبتوا تسعة[3]. و منها أنه
يلزمهم افتقار الله تعالى في كونه عالما إلى إثبات معنى هو العلم و لولاه لم يكن
عالما و افتقاره في كونه تعالى قادرا إلى القدرة و لولاها لم يكن قادرا و كذا باقي
الصفات و الله تعالى منزه عن الحاجة و الافتقار لأن كل مفتقر إلى الغير فهو ممكن.
و منها أنه يلزم إثبات ما لا نهاية له من المعاني القائمة بذاته تعالى و هو محال
بيان الملازمة إن العلم بالشيء مغاير للعلم بما عداه فإن من شرط العلم المطابقة و
محال أن يطابق الشيء الواحد أمورا متغايرة متخالفة في الذات و الحقيقة لكن
المعلومات غير متناهية فيكون له علوم غير متناهية لا مرة واحدة بل مرارا غير
متناهية باعتبار كل علم يفرض في كل مرتبة من المراتب الغير المتناهية لأن العلم
بالشيء مغاير للعلم بالعلم بذلك الشيء ثم العلم بالعلم بالشيء مغاير