نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 56
و السبب في ذلك قلة تمييزهم و عدم تفطنهم بالمناقضة التي
تلزمهم و إنكار الضروريات التي تبطل مقالتهم فإن الضرورة قاضية بأن كل جسم لا ينفك
عن الحركة و السكون و قد ثبت في علم الكلام أنهما حادثان و الضرورة قاضية أن ما لا
ينفك عن المحدث فإنه يكون محدثا فيلزم حدوث الله تعالى و الضرورة الثانية قاضية
بأن كل محدث مفتقر إلى محدث فيكون واجب الوجود مفتقرا إلى مؤثر و يكون ممكنا فلا
يكون واجبا و قد فرض أنه واجب هذا خلف. و قد تمادى أكثرهم فقال إنه تعالى يجوز
عليه المصافحة و إن المخلصين يعانقونه في الدنيا[1]
و قال داود[2] اعفوني عن
الفرج و اللحية و اسألوني عما وراء ذلك و قال إن معبوده جسم ذو لحم و دم و جوارح و
أعضاء و إنه بكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه و عادته الملائكة لما اشتكت عيناه.
فلينصف العاقل المقلد من نفسه هل يجوز له تقليد هؤلاء في شيء و هل للعقل مجال في
تصديقهم في هذه المقالات الكاذبة و الاعتقادات الفاسدة و هل تثق النفس بإصابة
هؤلاء في شيء البتة
المبحث الرابع في أنه
تعالى ليس في جهة
[1] روى محمد بن عبد الكريم الشهرستاني هذا القول
عن عدة علماء من أهل السنة في كتاب الملل و النحل ج 1 ص 105.
[2] و هو داود الجوارب، من علماء أهل السنة، ذكره
الشهرستاني في كتابه الملل و النحل ج 1 ص 105.
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 56