و هو الذي عبد الله حق
عبادته حيث قَالَ: مَا عَبَدْتُكَ خَوْفاً مِنْ نَارِكَ وَ لَا شَوْقاً إِلَى
جَنَّتِكَ وَ لَكِنْ رَأَيْتُكَ أَهْلًا لِلْعِبَادَةِ فَعَبَدْتُكَ.
و إنما تشيدت مباني
الدين و تثبتت قواعده و ظهرت معالمه بسيف مولانا أمير المؤمنين و تعجبت الملائكة
من شدة بلائه في الحرب[3]. ففي غزاة
بدر و هي الداهية العظمى على المسلمين و أول حرب ابتلوا بها قتل صناديد قريش الذين
طلبوا المبارزة كالوليد بن عتبة و العاص بن سعيد بن العاص الذي أحجم المسلمون عنه
و نوفل بن خويلد الذي قرن أبا بكر و طلحة بمكة قبل الهجرة و أوثقهما بحبل و عذبهما[4]
: وَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ص لَمَّا عَرَفَ حُضُورَهُ فِي الْحَرْبِ اللَّهُمَّ اكْفِنِي نَوْفَلًا
وَ لَمَّا قَتَلَهُ عَلِيٌّ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
أَجَابَ دَعْوَتِي فِيهِ[5] فلم يزل
يقتل في ذلك اليوم واحدا بعد واحد حتى قتل نصف المقتولين و كانوا سبعين و قَتَلَ
المسلمون كافة
[2] بحار الأنوار ج 41 ص 14، و رواه ابن ميثم في
شرحه لنهج البلاغة ج 1 ص 81.
[3] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 380، و
قال الفضل في المقام: ما ذكر من بلاء أمير المؤمنين( ع) في الحروب مع رسول اللّه(
ص) فهذا أمر لا شبهة فيه.