responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرة في كتاب محاضرات تاريخ الأمم الأسلامية نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 8
على الوصية إلى عمر وأقروها، وأصفقوا مع أهل الشورى على خلافة عثمان، وأطبقوا على البيعة طوعا ورغبة لمولانا أمير المؤمنين فثبتت خلافته، ووجبت طاعته، ولزمت معاوية بيعته، فكان هؤلاء موجودين بأعيانهم أو بنظرائهم وهم الذين نقموا على معاوية ذلك العقد المشوم.

الثانية: عدم لياقة من عينه من بعده وهو ذلك الماجن المتخلع المتظاهر بالفجور إن لم نقل بالكفر والالحاد.

أما عدم تعيين أهل الاختيار فإن أراد عدم تعينهم فذلك بهتان عظيم لأن الموجودين في الصدر الأول في عاصمة الاسلام المدينة المنورة الذين تصدوا لتعيين الخليفة هم أهل الحل والعقد، وكان أكثرهم موجودين إلى ذلك العهد، وأما من توفي منهم فقد قيضت الظروف من بعدهم من يد مسدهم، فإن يكن هؤلاء مفوضا إليهم أمر الخلافة بادء بدء فهم المفوض إليهم أمرها مهما تناقلت الخلافة، فليس لأحد أن يختار من دون رضا منهم، وإن هؤلاء القوم تعينهم الظروف والأحوال والمقتضيات المكتنفة بهم، ولا يعينهم نص من الكتاب أو السنة.

وإن أراد عدم تعيين هؤلاء الخليفة من بعد معاوية فإن ظرف التعيين ساعة موت الخليفة لا قبله. نعم: قد تنعقد الضمائر على انتخاب من يرون له الأهلية في أبان الانتخاب، وما أدرى معاوية أنهم سوف يهملون أمر الأمة ساعة هلاكه؟ ولماذا تفرد بالانتخاب من دون رضى منهم؟ ولماذا خضع أفرادا من القوم بالتخويف وآخرين بالتطميع؟ ومتى أبعد انتخابه الاختلاف الذي هو شر على الأمة؟ وفي الملأ الديني أمم ينقمون منه ذلك، وجموع ينتقدونه، وشراذم يضمرون السخط ويتظاهرون به حذار بادرته. نعم: هناك زعانفة اشتروا رضى المخلوق بسخط الخالق، وأعمتهم الصرر والبدر، فأبدوا الرضا.

ولو كانت هذه الفكرة حسنة جميلة فلماذا فاتت رسول الله صلى الله عليه وآله حين دنت منه الوفاة؟ فلم يرحض عن أمته معرة الخلاف، وترك المراجل تغلي حتى اليوم. وهل ترى لو كان أوصى إلى معين من أمته بالخلافة يوجد هناك لأحد مطمع غير المنصوص عليه؟ ودعى سعد بن عبادة إلى نفسه؟ وقال قائل الأنصار منا أمير، ومنكم أمير؟ وهتف

نام کتاب : نظرة في كتاب محاضرات تاريخ الأمم الأسلامية نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست