إنّ حسـين علي قد كاتب الملوك، ودعاهم إلى الإيمان به وقبول دعوته، فلم تصبه منهم صدمة ولا نكبة، وهذا يدلّ على أنّ علاقته بالحقّ قد صرفت عنه صدماتهم.
أقـول:
أوّلا:
إنّ مكاتبته للملوك ودعوته لهم لم تُسـمع إلاّ منه، حيث كتب ذلك في كتبه، ومنها كتابه الذي سـمّاه " أقدس " فادّعى فيه أنّه كاتَبَ ودعا الملوك: آل عثمان، والفرانسة، والألمان، والنمسـا، ورؤسـاء الجمهورية في أمريكا، وعموم الملوك.
وإنّ كتابه " أقدس " ممّا التزموا فيه بالإخفاء والكتمان كسـائر كتبه، فإنّ أصحابنا لم يطّـلعوا عليه إلاّ بعد الجـدّ التامّ في تحصيله! بل لم يُـنَـلْ إلاّ بتوسّـط مَن أظهـر لهم المَيـل إلى البهائية، حتّى طمعوا فيه واطمأنّـوا إليه فأطلعوه على السـرّ المكتوم!
ومن شـواهد ذلك أنّي الآن أطلب منكم كتبكم لأشـتريها بأعلى الثمن فلا تحصل لي!
فليس خطابه ودعوته للملوك ـ في هذا الحال ـ إلاّ نحو خطابِ الذي يجلس في بيته ويتكلّم بما شـاء سـرّاً..
وثانياً:
لو فرضنا أنّ خطابه وصل إلى الملوك في حال حياته، لَما