وهب أنّه جاء بالأحكام لأنّه ـ على ما تقول ـ ليس إلاّ كسـائر من جاء بالشـرائع..
هذا لو صحّت الأحلام بأنّ أحكامه سـوف تجري على هذا النحو، وإنّك لتدري بما جرى في الأرض منذ دعوة الباب إلى الحال الحاضر!
وإذا قلت: إنّ الأُمور سـترجع بعد الحال الحاضر في سـيرها الطبيعي إلى أنّ الدول المتمدّنة سـتجعل باتّفاقها سـيطرة متّحدة، تقوم بإجراء قوانينها العدليّة بأحسـن قيام وأتقنه وأتمّه في الحفظ لحقوق جميع البشـر وأمنهم في جميع المسـكونة.
قلنـا لك: وأيّ دخل لهذا بالباب والمهديّ؟! وهل نسـبة هذا إليه إلاّ من أفحش الظلم والهذر في الكلام؟! إذ يُنسـب للباب ما لا مسـاس له به أصلا ورأسـاً، ويظلم الدول المتمدّنة في نهضتهم بهذا المشـروع، فأين [و] إلى أين تذهب بتأويلك الذي قدّمنا لك ما في ارتكابه من توبيخ العقلاء وأهل اللسـان ونصّ القرآن الشـريف وكتاب دعوتك؟!
وإذا انفتح باب هذا التأويل لم يُعرف الصدق من الكذب!