يقدح في ذهنك أنّي أُريد أن أُغالطك في الكلام بالمغلَقات، وأُطاولك بالبحث الذي ليس من فنّـك، ولم تمرّ مقدّماته على ذهنك، ولا تجري في محاوراتك، ولئن شـئت الخوض في ذلك فعـرِّفني من سـؤالك وجوابك بمقدار اسـتعدادك في مقدّمات الفلسـفة وأبحاثها..
وهذا من المجاراة لك، وإلاّ فقد بيّـنّا أنّ هذه الروايات لا تنطبق على مزاعمك وإنْ ذهبتَ إلى التناسـخ في النفوس والأرواح، أو إلى تجلّي الإله وظهوره في هياكل الأنبياء والأئمّة، حيث بيّـنّا أنّ تمجيدها لولد الحسـن العسـكريّ بالمهدويّة والقائميّة ـ مع زعمك أنّه مات ولم تظهر منه تلك الآثار ـ يكون من الغلط القبيح والظلم الفاحش لمن تزعم أنّ تلك الآثار ظهرت منه أحسـن ظهور وأتمّه ; فتبصّر هداك الله في رشـدك!