أبي الفوارس، المتوفّى سـنة اثنتي عشـر وأربعمائة ـ على ما ذكره الذهبي في كتاب " دول الإسـلام "[1] ـ أسـند في الحديث الرابع عن الرضـا (عليه السلام)، عن آبائه، عن النبيّ صلوات الله عليهم أجمعين، في فضل ولاية كلّ واحد من الأئمّـة (عليهم السلام)، وذكـرهم واحـداً بعد واحـد حتّى ذكـر الحسـن العسـكريّ (عليه السلام)، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ومن أحبّ أن يلقى الله عزّ وجلّ وقد كمل إيمانه وحسـن إسـلامه فليتوال ابنه المنتظَر محمّـد صاحب الزمان المهـديّ[2].
فانظر ـ هداك الله ـ إلى دعوة الميرزا علي محمّـد، ودعواه أنّه المهديّ قائم أهل البيت المنتظَر! وكيف تراها إذا عرضتها على مضمون كلّ واحد من هذه الأحاديث ـ التي تيسّر جمعها عاجلا ـ وما فيها من الخواصّ والنكـات؟!
وكيف ترى إمكان دعواه مع القدر المشـترك بين هذه الأحاديث التي بلغت به حدّ التواتر والتضافر المفيد لليقين؟! وهو أنّ المهديّ والقائم المنتظَر من آل محمّـد، هو ابن الحسـن العسـكريّ، وخلفه الصالح، المولود سـنة المائتين وخمس وخمسـين.
وكيف ترى دعوته وتبديله للدين والشـريعة، مع الأمر في كثير من هذه الأحاديث بالتمسّك بالدين، والتحذير عن الارتداد والتوبيخ عليه؟!
أعاذنا الله وإيّـاك وجميع المسـلمين.
هذا ما تيسّـر تعجيل بيانه من المانع الثاني، والله الهادي، ومنه التوفيق والتسـديد.