قالوا : ( إنّ عبد الله بن عباس قدم على
معاوية وعنده زياد ، فرحّب به معاوية وألطفه وقرّب مجلسه ، ووسّع له إلى جنبه ، وأقبل
عليه يسائله ويحادثه ، وزياد ساكت فلم يكلّمه شيئاً.
فأبتدأ ابن عباس وقال له : ما بالك أبا
المغيرة كأنّك أردتَ أن تحدث بيننا وبينك هجرة؟
قال : لا ، ولكنه لا يسلّم على قادم بين
يدي أمير المؤمنين.
فقال له ابن عباس : ما أدركت الناس إلاّ
وهم يسلّمون على إخوانهم بين يدي أمرائهم.
فقال له معاوية : كفّ عنه يا بن عباس فإنّك
لا تشاء أن تغلب إلاّ غلبت ) [١].
[١] العقد الفريد ١
/ ١٠ ، و ٢ / ٩ ، نهاية الإرب ٦ / ١٤.