وقال أيضاً فيه تبجيلاً له وتفخيماً
لأمره : ( إنّي لأشمّ نفس الرحمن من جانب اليمن ).
وأمّا طلبك ما وراء ظهورنا فلو طلبته
بذلناه وقينا به أعراضنا ، وكان أحقر عندنا أن نمنعه ، وليس الذي يبلغك عنّا بأعظم
من الذي يبلغنا عنك.
وأمّا ما يبلغك عنا ، فلو وضع أدنى
عذرنا إليكم على مائة سيئة لحسّنها ، ولو وضع أصغر ذنوبكم إلينا على مائة حسنة
لقبّحها.
وأمّا خذلنا عثمان فلو لزمنا نصره
لنصرناه ، وقد خذلته أنتَ وكنتَ قادراً على نصره ومعك أهل الشام ، ولو ضربت بهم
البحر لخاضوه ، وإنما تربصت به ليقتل وتطلب الملك بسببه.
وأمّا حربنا أياك بصفين ، فعلى إنكارك
الحق ونصبك الباطل.
وأمّا إغراؤك إيانا بتيم وعدي ، فلو
طلبنا الأمر يوم توفي نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم ما غلبونا ، وكنّا بفقد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أشغل من كلّ شيء ، علماً أنّهم كانوا يعرفون لنا
فضلنا على غيرنا.
وأعلم يا معاوية أنّه سبق في علم الله
تعالى أنّه يستباح في هذه الأمة الأموال الحرام ، وتسفك الدماء الحرام ، وتسبى
الفروج الحرام ، فكره الله