قال عمر : إنّ قريشاً كرهت أن تجمع لكم
النبوة والخلافة ، فتجمخون عليها جمخا [١]
فنظرت قريش لأنفسها واختارت أبا بكر ذا سنّها وفضلها ، وأصابت قريش ووفقّت ...
وذكر حديثاً طويلاً موضعه غير هذا. إهـ ) [٢].
إلى هنا أنتهى ما رواه ثعلب ، وبتر
الحديث الطويل ، لأنّه ليس من موضوع كتابه ، أو لغرض آخر في نفسه! ومهما يكن فإنّ
في المصادر الأخرى بقية ذلك الحديث الطويل ، وإلى القارئ ذلك بروايتها مجتمعة :
( إنّ عمر قال بعد سماعه الأبيات : قاتله
الله يا بن عباس لقد قال كلاماً حسناً ، والله لقد أحسن ، وما أرى هذا المدح يصلح
إلاّ لهذا البيت من بني هاشم ، لفضل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقرابتهم
منه.
فقال ابن عباس : وفقك الله يا أمير
المؤمنين فلم تزل موفقاً.
فقال يابن عباس : أتدري ما منع قومكم ـ الناس
ـ منكم بعد محمد؟
فقال ابن عباس : فكرهت أن أجيبه ، فقلت
: إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني؟
قال : كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة
والخلافة فتجحفوا الناس جحفاً ، فنظرت قريش لأنفسها فاختارت فأصابت ووُفِقّت.
[١] جمخ جمخاً : فخر
وتكبّر. ووردت الجملة أيضاًً : فتبجحوا على قومكم تبجحاً كما في الطبري ، وبجح
بالشيء أيضاً بمعنى افتخر به ، كما وردت : فتجحفوا الناس جحفاً كما في شرح النهج
ومعنى ذلك قولهم أجحف الدهر بالناس استأصلهم وأهلكهم. كما وردت : فتجخفوا الناس
جخفاً ، جخف افتخر باكثر ممّا عنده ( اللسان ).