وعنه قال : « لمّا كان يوم غدير خم ، قام
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
خطيباً ، ثمّ دعا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
فأخذ بضبعيه ثمّ رفع يديه حتى رأى بياض إبطيهما وقال للناس : (ألم أبلّغكم
الرسالة ؟ ألم أنصح لكم ؟) قالوا : اللّهم نعم ، قال : (فمن
كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه) ، قال : ففشت
هذه في الناس ، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فرحّل راحلته ، ثمّ أستوى
عليها ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
إذ ذاك بالأبطح فأناخ راحلته ثمّ عقلها ثمّ أتى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
ثمّ قال : يا عبد الله إنّك دعوتنا إلى أن نقول لا إله إلّا الله ففعلنا
والقلب فيه ما فيه ،
ثمّ دعوتنا إلى أن نقول إنّك رسول الله ففعلنا ، ثمّ قلت لنا صلوا فصلينا ،
ثمّ قلت صوموا فصمنا ، ثمّ قلت حجوا فحججنا ، ثمّ قلت لنا من كنت مولاه
فعلي مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فهذا عنك أم عن الله ؟
فقال له : (بل عن الله) ، فقالها ثلاثاً
، فنهض وإنه لغضِب وانه ليقول : اللّهم إن كان ما يقول محمّد حقاً فأمطر
علينا حجارة من السماء تكون نعمة في أولنا وآية في آخرنا ، وان كان ما
يقوله محمّد كذباً فأنزل به نقمتك ، ثمّ أثار ناقته واستوى عليها ، فرماه ـ
الله ـ بحجر على رأسه فسقط ميتاً ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ *
لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ )[١]
» [٢].
وبنحو ما مرّ وردت عنه أحاديث أخر تلتقي
مع ما مرّ مضموناً ، فلا نطيل بذكرها ، ويكفينا ممّا ذكرناه تعقيبه على بعض ما رواه وحدّث به بقوله : « وجبت والله في أعناق القوم » [٣]
يعني بيعة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
[٢] تفسير محمّد بن
العباس بن ماهيار كما في غاية المرام / ٩٢ ط الحجرية ، وفي تفسير الشربيني ٤
/ ٣٦٤ قال أختلف في هذا الداعي فقال ابن عباس هو النضر بن الحرث وقيل هو
الحرث بن النعمان.
[٣] كتاب الولاية
للحافظ السجستاني كما في الغدير ١ / ٥٢.