responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 27
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القديم الواحد، الكريم الماجد، المقدس بكماله عن الشريك والضد والمعاند، المتنزه بوجوب وجوده عن الوالدة والصاحبة والولد والوالد، أحمده حمد معترف بآلائه غير شاك ولا جاحد، وأشكره على إنعامه المتضاعف المتزايد، شكرا يعجز عنه الراكع والساجد، والصلاة على سيد كل زاهد وأشرف كل عابد، محمد المصطفى وعترته الأكارم والأماجد، صلاة تدوم بدوام الأعصار والأوابد.

أما بعد، فهذه رسالة شريفة ومقالة لطيفة، اشتملت على أهم المطالب[1] في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين، وهي مسألة الإمامة، التي يحصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة وهي أحد أركان الإيمان المستحق بسببه الخلود في الجنان، والتخلص من غضب الرحمن، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من مات لم ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية "[2] خدمت بها خزانة السلطان الأعظم، مالك رقاب الأمم،


[1]في ش 1: و.

[2]وهو حديث متفق عليه بين علماء المسلمين وقد تناقله علماء الخاصة العامة بأسانيد ألفاظ مختلفة تتفق بأجمعها في مضمون واحد. وعلى سبيل المثال لا للحصر فقد أرده الكليني في الكافي 1: 376، باب من مات و ليس له إمام من أئمة الهدى بسنده عن الفضيل بن يسار قال: ابتدأنا أبو عبد الله يوما وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية. فقلت: قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: إي والله قد قال قلت:

فكل من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية؟ قال: نعم.

ثم أورد ثلاثة أحاديث أخي في هذا الباب.

وروي في 1: 378 - 380، باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام بسنده عن حماد بن عبد الأعلى، قال: سألت أبا عبد الله عن قول العامة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، فقال: الحق والله... الحديث بطوله. وروى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا 2: 58 بسنده عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من مات وليس له إمام من ولدي، مات ميتة جاهلية.

وروى البرقي في المحاسن: 153 - 154 عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية... الحديث.

وروى في ص 154 عن الصادق عليه السلام، قال: إن الأرض لا تصلح إلا بالإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية... الحديث وروى في هذا الباب أربعة أحاديث أخرى.

وعقد العلامة المجلسي بابا في كتابه البحار في وجوب معرفة الإمام، وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية، وأن من مات لا يعرف إمامه أوشك فيه، مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق. أنظر البحار، 23: 76 - 95.

أما العامة فقد روى أحمد في مسنده 4: 96 / الحديث 16434 بسنده عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من مات بغير إمام، مات ميتة جاهلية.

وفي 3: 446 / الحديث 15269 بسنده عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من مات وليست عليه طاعة، مات ميتة جاهلية، فإن خلعها من بعد عقدها في عنقه، لقي الله تبارك وتعالى وليست له حجة.

ورواه البخاري في تاريخه 6: 445 بسنده عن عبد الله بن عامر بلفظ من مات ولا طاعة عليه، مات ميتة جاهلية.

وروى الطبراني في معجمه الكبير: 10 / الحديث 10678 بسند عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ريقة الإسلام من عنقه، ومن مات ليس عليه إمام فميتته جاهلية...

الحديث.

ورواه في معجمة الأوسط 4: 243 / الحديث 3429 عن ابن عباس بلفظ قريب. وروى الديلمي في الفردوس 5: 528 / الحديث 8982 عن علي عليه السلام مرفوعا في قوله تعالى (يوم ندعو كل أناس بإمامهم): بإمام زمانهم وكتاب ربهم وبسنة نبيهم.

وروى ابن سعد في طبقاته 5: 144 بسنده عن أمية بن محمد بن عبد الله بن مطيع، أن عبد الله بن مطيع أراد أن يفر من المدينة ليالي فتنة يزيد بن معاوية، فسمع بذلك عبد الله بن عمر، فخرج إليه حتى جاءه، قال: أين تريد يا بن عم؟ فقال: لا أعطيهم طاعة أبدا فقال: يا بن عم، لا تفعل، فإني أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من مات ولا بيعة عليه مات ميتة جاهلية.

ونلاحظ كيف يحاول عبد الله بن عمر تأويل حديث رسول الله ليتماشى مع مهادنة الظلمة، فإن من الجلي لكل ذي بصيرة أن الإمام الذي يموت من جهله ميتة جاهلية هو محيي سنة رسول الله لا هادمها، وهو ناصر الدين لا مقوضه، وهو حامي المسلمين لا مستبيح دمائهم وأعراضهم.

أقلا يسأل المسلم نفسه: من هو إمامي في هذا العصر؟ وبمن سيدعوني ربي يوم القيامة يوم يدعو كل أناس بإمامهم؟ وبيعة من أعقد في عنقي لأموت - حين أموت - على سنة الإسلام، لا ميتة جاهلية؟

تلك أسئلة حري بالمسلم أن يفكر فيها، وأن يسعى للإجابة عليها. وقد رسم المصنف " قده " في هذا الكتاب الخطوط العريضة للمنهج الأكمل: منهاج الكرامة في معرفة الإمامة. فجزاء الله خير جزاء المحسنين والمجاهدين.

ونذكر في الخاتمة بأن ما أوردناه عن علماء العامة كان على سبيل المثال لا الحصر، ونحيل الراغب على المصادر الحديثة للعامة والخاصة.

أنظر: معجم أحاديث المهدي 2: 247 - 254، ملحقات إحقاق ج 13، جامع الأحاديث للسيوطي (الجامع الصغير: وزوائد، والجامع الكبير) ينابيع المودة.

نام کتاب : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست