responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة أبي بكر نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 184
جبرئيل وقد وقعت من هيبة أبي بكر لا بصفة القربان إلى المولى سبحانه والزلفى لديه والامتثال لأمره فكأن هيبة أبي بكر في الملأ الأعلى أعظم وأفخم من هيبة بارئه جلت عظمته.

ثم أين كانت قبة أبي بكر من مستوى عالم الملكوت؟ ومن الاحرى أن تضرب هنالك قبة نبي العظمة حتى يسدد فيها من شارف الزلة لا قبة إنسان من الممكن أن تكتنفه المئاثم، وتموت بضعة المصطفى وهي واجدة عليه.

ومن أين علم أبو بكر بهاجسة جبرئيل وحديث نفسه؟ أو هل كان يعلم الغيب؟

أو أوحي إليه بواسطة غير أمين الوحي؟ لك الحكم في هذه كلها أيها القارئ الكريم.

ثم العجب من مشايخ الأزهر الذين أخبتوا إلى هذه الخزاية فأثبتوها في الكتب ولهجوا بها في الأندية، وخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى فنشروها في الملأ العلمي وشوهوا بها صفحة التاريخ وسمعة الاسلام المقدس، نعم:

أرادوا نحت فضيلة للخليفة فأعماهم الغلو في الفضائل فنحتوها رذيلة لجبرئيل الأمين، كل ذلك لأنهم افتعلوها من غير بصيرة في الدين، أو روية شاعرة في المبادئ الإسلامية.

وأحسب أن من اختلق هذه الرواية أراد إثباتها تجاه ما يروى لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام من تسديده لجبرئيل يوم خاطبه الله سبحانه: من أنا ومن أنت؟ فتروى قليلا وقد أخذته هيبة الجليل سبحانه حتى أدركته نورانية مولانا الإمام عليه السلام، فعلمه أن يقول: أنت الجليل وأنا عبدك جبرئيل. وقد نظم ذلك الشاعر المبدع الشيخ صالح التميمي من قصيدة له في مدح مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وخمسها الشاعر المفلق عبد الباقي أفندي العمري كما في ديوانه ص 126 وفي ديوان صاحب الأصل ص 4 قالا:

روضة أنت للعقول ودوح * يجتنى من طوباك رشد ونصح
ومتى هب من عبيرك نفح * شمل الروح من نسيمك روح
حين من ربه أتاه النداء
طالما للأملاك كنت دليلا * ولناموسهم هديت سبيلا
يوم نادى رب السما جبرئيلا * قائلا: من أنا فروى قليلا
وهو لولاك فاته الاهتداء [1].


[1]يعني الاهتداء إلى ذلك الجواب الحسن الجميل.

نام کتاب : من حياة الخليفة أبي بكر نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست