responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مع رجال الفكر في القاهرة نویسنده : الرضوي، مرتضى    جلد : 1  صفحه : 173

في رحلتي إلى القاهرة عام 1395 هـ المصادف 1975 م وفي إحدى ليال شهر رمضان المبارك كنت عند الأخ السيد طالب الرفاعي وكان عنده جماعة وجلست إلى جنب الأستاذ المهندس محمد عزت مهدي [1] وكان قد بلغه مجئ إلى مصر والقاهرة وسمع عني ولم يصادف أن يجتمع بي قبل هذا اليوم فرحب بي كثيرا وقال:

قرأت كتابك " مع رجال الفكر في القاهرة " وهو كتاب قيم وقد حصلت على نسخة منه، وقصدت منزله بعد أيام وجرى هناك الحديث عن الأستاذ عز الدين أبو العزائم وأثنى عليه الأستاذ المهندس كثيرا وقال:

إنه يوالي أهل بيت الرسول (عليهم السلام) ويكبرهم.

وبعد أيام هيأ لي الأستاذ المهندس الاجتماع به في مساء الاثنين 13 أكتوبر المصادف 15 شوال عام 1395 هـ وعند أول لقاء به في داره العامرة استقبلنا وحيانا ورحب بنا كثيرا وبعد تبادل التحيات سألني سيادته عن الإمام " الثاني عشر " المهدي المنتظر وقال:

ما هو السر في غيبته وما الفائدة لوجوده؟!

قلت: الإمام المهدي الثاني عشر من خلفاء الرسول وعترته صلوات الله وسلامه عليهم فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خلفائي بعدي اثنا عشر [2]،


[1]مدير عام شركة القاهرة للمقاولات العامة ورئيس جميعة أهل البيت (عليهم السلام) في القاهرة.

[2]سيأتي ذكر خلفائي بعدي ضمن محاورتنا مع الأستاذ عبد الرحيم أحمد العرابي برقم 30 ونقدم إلى القارئ الكريم ما يلي:

تحقيق في حديث اثنا عشر خليفة

قال القندوزي البلخي الحنفي:

قال بعض المحققين: إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان، وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثنا عشر ولا يمكن أن نحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على اثنا عشر ولظلمهم الفاحش، إلا عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم، لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال كلهم من بني هاشم.

وفي رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاء صوته (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا القول يرجح هذه الرواية، لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم.

ولا يمكن أن نحمله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ولقلة رعايتهم الآية * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * سورة الشورى الآية 23.

وحديث الكساء، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (عليهم السلام)، لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم، وأتقاهم وأعلاهم نسبا، وأفضلهم حسبا، وأكرمهم عند الله، وكانت علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالوراثة الدينية، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق.

ويؤيد هذا المعنى: أي أن مراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته، ويشهد ويرجحه حديث الثقلين، والأحاديث المتكررة المذكورة في هذا الكتاب وغيرها.

ينابيع المودة 2 / 446 طبعة الآستانة.

طرق حديث الخلفاء بعدي اثنا عشر

ذكر يحيى بن الحسن في كتاب " العمدة " من عشرين طريقا في أن الخلفاء بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر خليفة كلهم من قريش، في " البخاري " من ثلاثة طرق، وفي " مسلم " من تسعة طرق، وفي " أبي داود " من ثلاثة طرق، وفي " الترمذي " من طريق واحد، وفي " الحميدي " من ثلاثة طرق.

القندوزي في ينابيع المودة ص 444.

وأما قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلهم تجتمع عليه الأمة في رواية جابر بن سمرة فمراده (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الأمة على الإقرار بإمامة كلهم وقت ظهور قائمهم المهدي. ينابيع المودة 2 / 446 طبعة الآستانة وفي المناقب عن واثلة بن الأصقع بن قرخاب عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:

دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " وسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مسائل فأجابه (صلى الله عليه وآله وسلم) عليها فأسلم على يديه (صلى الله عليه وآله وسلم) " ثم قال:

أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لأتمسك بهم.

قال: أوصيائي الاثنا عشر، قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة.

وقال: يا رسول الله سمهم لي. فقال:

أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي ثم ابناه الحسن والحسين فاستمسك بهم، ولا يغرنك جهل الجاهلين، فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليه، وعليك وآخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه. فقال جندل:

وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء (عليهم السلام) إيليا وشبرا وشبيرا، فهذه اسم علي والحسن والحسين.

فمن بعد الحسين؟ وما أساميهم؟ قال: إذا انقضت مدة الحسين فالإمام ابنه علي، ويلقب بزين العابدين، فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق، فبعده موسى يدعى بالكاظم، فبعده ابنه علي يدعى بالرضا، فبعده ابنه محمد يدعى بالتقي والزكي، فبعده ابنه علي يدعى بالنقي والهادي، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري، فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي، والقائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، فطوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبتهم.

أولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال: * (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) *.

ثم قال تعالى: * (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) * المجادلة: 22.

فقال جندل: الحمد لله الذي وفقني بمعرفتهم.

ثم عاش إلى أن كانت ولادة علي بن الحسين، فخرج إلى الطايف ومرض، وشرب لبنا وقال:

أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة لبن، ومات ودفن بالطائف بالموضع المعروف بالكوزارة.

ينابيع المودة 2 / 442. طبعة الآستانة.

تعيين أسماء الخلفاء الاثني عشر

أخرج القندوزي في الباب السادس والسبعين في بيان الأئمة الاثنا عشر بأسمائهم:

عن فرائد السمطين بسنده عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم يهودي يقال له نعثل فقال: يا محمد، أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك.

قال: سل يا أبا عمارة:

فقال: يا محمد صف لي ربك فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يوصف إلا بما وصف نفسه - إلى أن قال - صدقت فأخبرني عن وصيك من هو؟ فما من نبي إلا وله وصي، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى يوشع بن نون. فقال:

إن وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين. قال: يا محمد فسمهم لي " قال: إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي فإذا مضى علي فابنه محمد فإذا مضى محمد فابنه علي علي فإذا مضى فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي، فهؤلاء: اثنا عشر.

قال: أخبرني كيفية موت علي والحسن والحسين.

قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يقتل علي بضربة على قرنه، والحسن يقتل بالسم، والحسين بالذبح.

قال: فأين مكانهم؟ قال: في الجنة في درجتي.

قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأشهد أنهم الأوصياء بعدك.

ولقد وجدت في كتب الأنبياء المتقدمة، وفيما عده إلينا موسى بن عمران (عليه السلام)، أنه إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال له: أحمد ومحمد، وهو خاتم الأنبياء لا نبي بعده، فيكون أوصياؤه بعده اثنا عشر، أولهم: ابن عمه وختنه، والثاني والثالث كانا أخوين من ولده، ويقتل أمة النبي الأول بالسيف والثاني بالسم، والثالث مع جماعة من أهل بيته بالسيف، وبالعطش، في موضع الغربة، فهو كولد الغنم، يذبح ويصبر على القتل، لرفع درجاته، ودرجات أهل بيته وذريته، ولإخراج محبيه وأتباعه من النار. وتسعة الأوصياء منهم من أولاد الثالث فهؤلاء الاثنا عشر عدد الأسباط.

قال (صلى الله عليه وآله وسلم): أتعرف الأسباط؟ قال: نعم إنهم كانوا اثنا عشر أولهم لاوي بن برخيا، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة ثم عاد فأظهر الله به شريعته بعد اندراسها، وقاتل قرسطيا الملك حتى قتل الملك.

قال (صلى الله عليه وآله وسلم): كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة.

وإن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى، ويأتي على أمتي بزمن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن الله تبارك وتعالى له بالخروج فيظهر الله الإسلام به ويجدده، طوبى لمن أحبهم وتبعهم، والويل لمن أبغضهم وخالفهم، وطوبى لمن تمسك بهداهم.

فأنشأ نعثل شعرا:

صلى الإله ذو العلى * عليك يا خير البشر
أنت النبي المصطفى * والهاشمي المفتخر
بك هدانا ربنا * وفيك نرجوا ما أمر
ومعشر سميتهم * أئمة اثنا عشر
حباهم رب العلى * ثم اصطفاهم من كدر
قد فاز من والاهم * وخاب من عادى الزهر
آخرهم يسقي الظما * وهو الإمام المنتظر
عترتك الأخيار لي * والتابعين ما أمر
من كان عنهم معرضا * فسوف تصلاه سقر

ينابيع المودة ص 442.

وقال الدكتور عبد الهادي الفضلي:

حديث الاثني عشر: ونصه - كما في رواية البخاري في الصحيح 4 / كتاب الأحكام:

عن جابر بن سمرة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (يكون بعدي اثنا عشر أميرا) فقال كلمة لم أسمعها.

فقال أبي: إنه قال: (كلهم من قريش).

وأشير إلى مضمون هذا الحديث في سفر يوحنا اللاهوتي من الكتاب المقدس: الإصحاح الثاني عشر بقوله:

وظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليهما وعلى رأسها الكيل من اثني عشر كوكبا... ولدت ابنا ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصى من حديد ".

وعلق عليه الأستاذ سعيد أيوب في كتابه: " المسيح الدجال: قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى) ط 1 نشر دار الإعتصام بمصر 409 هـ 1989 م علق عليه بالتالي:

في ص 77 " قالوا في التفسير (إنما امرأة فاضلة... وقور ويأتي النسل من هذه المرأة) *.

ومكانة أولاد فاطمة رضي الله عنها من قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معروفة * * وأهل الكتاب عندنا وضعوا الصفات التي ترمز إلى الاسم كون هذا الوضع مشكلة من:

هي أن صفحاتهم لم تفصح صدرها للأسماء العربية، لكنها امتلأت بالأسماء التي كانت تحتويها البيئات التي عاش فيها اليهود، وشاءت حكمة الله أن تضع أقلامهم صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تعتبر بحق علما عليه ".

وفي ص 90: " ثم يقول الرأي عن القيادات التي ستخرج من هذه العاصمة (يحرسها اثنا عشر ملاكا، ويقوم سور المدينة على اثني عشر دعامة كتبت عليها أسماء رسل الحمل الاثني عشر).

وعن البراء: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبصر حسنا وحسينا فقال: اللهم إني أحبهما فأحبهما رواه الترمذي بسند صحيح. (التاج الجامع للأصول 3 / 356).

والجدير بالذكر أن أبناء الحسن والحسين - رضي الله عنهم - اشتغلوا بالعلم. وذكرت تفاسير أهل الكتاب أن نسل المرأة الوقور سيواجه المخاطر، وحدث هذا فعلا. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قلت: هذه القيادات جاء ذكرها في حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يزال هذا الدين، عزيزا ينصرون على من ناواهم عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش).

وفي حديث، (اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل) كما في سفر الرؤيا فإنه ربط عدد نقباء المدينة الجديدة بعدد نقباء بني إسرائيل، ومن هؤلاء سيكون - المهدي المنتظر كما ذكر ابن كثير في تفسير سورة النور وقال: وفيهم المهدي الذي اسمه يطابق اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: إن في الحديث دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة ". مفاده:

يقول أستاذنا السيد محمد تقي الحكيم " والذي يستفاد من هذه الروايات:


(*) يوم الدين / ستينفس: ص 87 و 106، تفسير الرؤيا / حنا ص 272، جين واكسون - آخر ساعة العدد الصادر في 26 / 9 / 1984 م.

(**) روى ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا " رواه البخاري، والترمذي (التاج الجامع للأصول: 1 / 356).

[1] أن عدد الأمراء، أو الخلفاء لا يتجاوزون الاثني عشر وكلهم من قريش.

[2] وأن هؤلاء الأمراء معينون بالنص، كما هو مقتضى تشبيههم بنقباء بني إسرائيل لقوله تعالى: * (ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا فيهم اثني عشر نقيبا) *.

[3] أن هذه الروايات افترضت لهم البقاء ما بقي الدين الإسلامي أو حتى تقوم الساعة، كما هو مقتضى رواية مسلم: (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة).

وأصرح من ذلك روايته الأخرى في نفس الباب (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان).

وإذا صحت هذه الاستفادة فهي لا تلتئم إلا مع مبنى الإمامية في عدد الأئمة وبقائهم وكونهم من المنصوص عليهم من قبله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي منسجمة جدا مع حديث الثقلين وبقائها حتى يردا عليه الحوض.

وصحة هذه الاستفادة موقوفة على أن يكون المراد من بقاء الأمر فيهم بقاء الإمامة والخلافة - بالاستحقاق - لا السلطة الظاهرية.

لأن الخليفة الشرعي خليفة يستمد سلطته من الله، وهي في حدود السلطة التشريعية لا التكوينية، لأن هذا النوع من السلطة هو الذي تقتضيه وظيفته كمشرع، ولا ينافي ذلك ذهاب السلطنة فهم في واقعها الخارجي لتسلط الآخرين عليهم...

ومن الجدير بالذكر أن هذه الروايات كانت مأثورة في بعض الصحاح، والمسانيد قبل أن يكتمل عدد الأئمة فلا يحتمل أن تكون من الموضوعات بعد اكتمال العدد المذكور، على أن جميع رواتها من أهل السنة ومن الموثوقين لديهم.

ولعل حيرة كثير من العلماء في توجيه هذه الأحاديث وملائمتها للواقع التاريخي كان منشؤها عدم تمكنهم من تكذيبها، ومن هنا تضاربت الأقوال في توجيهها وبيان المراد منها..

والحقيقة أن هذه الأحاديث لا تقبل توجيهها إلا على مذهب الإمامية في أئمتهم واعتبارها من دلائل النبوة في صدقها عن الأخبار بالمغيبات أولى من محاولة إثارة الشكوك حولها كما صنفه بعض الباحثين متخطيها في ذلك جمع الاعتبارات العلمية، وبخاصة بعد أن ثبت صدقها بانطباقها على الأئمة الاثني عشرية.

الأصول العامة للفقه المقارن. وانظر: خلاصة الكلام: 33 - 311. حديث باب حطة ونصه:

كما في رواية الصواعق المحرقة ص 150: " إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله غفر له. وفي رواية: غفر له الذنوب ".

وتخلص من كل ما تقدم إلى التالي:

[1] إن هذه الأدلة، وهي ما بين متواتر، ومستفيض، أقرنته دلائل القطع بصدوره عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعشرات أخرى أمثالها، صريحة في شرعية مذهب أهل البيت، ومشروعية أتباعه.

بل هي صريحة في وجوب اتباعهم، ولزوم الالتزام بهديهم.

[2] إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نص على إمامة علي (عليه السلام) في حديث الغدير وفي هذه الأحاديث المتقدمة، وفي عشرات أمثالها.

ثم امتدت الإمامة منه إلى أبنائه الأحد عشر بوصية السابق على اللاحق.

[3] ولأنا رأينا أن مذهب أهل البيت هو التفرع الأصيل لمدرسة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتي هذا أيضا في حق مذهب الإمامية لأنه التجسيد الحقيقي لمذهب أهل البيت.

قال الشيخ محمد المنتصر الكناني في كتابه: (معجم فقه السلف: عترة، وصحابة وتابعين نشر المركز العالمي للتعليم الإسلامي بجامعة أم القرى - مكة المكرمة) ج 1 ص 5:

" والظفر بفقه العترة ظفر بالعلم والهدى والأمان من الضلال، وبكتاب الله مقترنا بالهداية والأمان حتى دخول الجنة ".

وقال السيد محمد بن يوسف الحسيني التونسي المالكي، الشهير بالكافي، في كتاب:

(السيف اليماني المسلول ص 169 طبعة الترقي بدمشق):

روى أبو بكر محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من التفسير الاثني عشر في إتمام الحديث المتقدم (يعني حديث السفينة) بعده: فقال علي يا رسول الله من الفرقة الناجية؟

فقال: (المتمسكون بما أنت عليه وأصحابك).

وفي الأحاديث المذكورة آنفا ما يدل على أن المتبعين لأهل البيت، والمقدمين لهم والمقتدين بهم هم الفرقة الناجية.

وحث الرسول على الاقتداء بهم والتمسك بما هم عليه وإيجاب ذلك على جميع الخلق بروايات الكل يعلمنا علما ضروريا أن أهل البيت هم الفرقة الناجية.

فكل من اقتدى بهم وسلك آثارهم فقد نجى ومن تخلف عنهم وزاغ عن طريقهم فقد غوى.

تراثنا العدد 27 / 21 - 25 قراءة في كتاب التوحيد.

نام کتاب : مع رجال الفكر في القاهرة نویسنده : الرضوي، مرتضى    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست