نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 73
من الإتيان بها
جميعاً.
والذي نرغب في قوله هنا ، هو أن استخدام
مصطلح ( أمّة ) في القرآن الكريم ، يتراوح ما بين ( الفئة ) و ( الجماعة ) و (
الأفواج ) ويمكن تأطير كل تسمية من هذه الاسماء بعدّة آيات تدلّ عليها ، وقد
أجرينا نموذجاً على ذلك.
ج ـ وهنالك احتمال آخر أفصحت عنه آيات
كريمات أيضاً ، وهو إطلاق هذا المصطلح على أفراد بعينهم ، مثل قوله تعالى : ( إن
إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً )[١] وقد
استخدمها المفسرون هنا ـ أي أمّة ـ بمعنى القدوة والمعلم ، وهي صفة من صفات
إبراهيم ، وليست هي الجامعة لصفاته ، بل أنّ جامع صفاته هي في كونه ( المثال )
والمثال أمّة ، من الجذر اللغوي أمُّ الشي أصله ، ومن الآية الكريمة التي ركزت على
إبراهيم عليهالسلام
كمثال في قوله تعالى : : ( وإذ ابتلى إبراهيم
ربّه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً )[٢].
إن استخدام مصطلح ( أمّة ) فيما يخص
إبراهيم هنا في الآية الأولى ، يقبل أن يستند على مصطلح ( إمام ) الذي أوردناه في
الآية الثانية ، وهما يشتركان في جذر لغوي يفيد الأصل في الشي أو في الأمر ، وفي
كلتا الآيتين ما يشير إلى بلوغه رتبة عالية هي مقام