نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 67
الالتقاء بالجاذب
المحبب لديها ، يبلغ المرء مبلغاً يتمكن معه من الهداية.
والهداية بهذا المعنى
هي تفويت فرصة صرف جهد النفس بغير ما
طائل ، وعدم السير وراء أمور تبدو لها وكأنها غاية السعادة ، وكمال الطمأنينة ،
وعند بلوغها تنكشف عن مخادعتها وعدم صدقها وسرابيتها ، فتصاب بخسران جميع الجهد
والزمن الذي صرفته من أجلها ، وهذه الخيبة لها ذكر في مواطن عدة من كتاب الله
تعالى ، منها قوله سبحانه : ( هل ننبئكم بالأخسرين
أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً )[١]
، في تصريح واضح يلفت انتباه الناس ، إلى أن فرص العمر الممنوحة قد لا تكون كبيرة.
لذلك لا تنبغي المغامرة بها في عدم
البحث عن الغاية المرجوة منها ، أو الاستجابة والامتثال لدافع التعلق بالمثال ـ أي
الإمام ـ وهذا الدافع رافق البشر منذ بدايات وعي الإنسان ، وهو الحافز الأشد
توثباً في ملاك الدخول إلى عالم الهداية ، الذي يصدقه قوله تعالى : ( من يهد
الله فهو المهتدي )[٢] ، فالهداية
بجميع أشكالها منوطة ببذل