responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب    جلد : 1  صفحه : 52

أخوتنا شاحبي الوجوه [١] بتعجيلهم في حدوثه ، فالملامة تطاولنا جميعاً ( أرجو من القارئ الكريم الانتباه هنا! ) ربكم ليس ربنا ، ربكم يؤثر قومه ويبغض قومي ، إنّه يلف الوجه الشاحب بذراعيه الصلبتين الحاميتين ، ويحنو عليه ويأخذه بيده كما يقود الوالد ولده الغر ، لكنه نبذ أبناءه الحمر ، إذا كانوا أبناءه حقاً ، كذلك يلوح ، أن ربنا ( الروح الأكبر ) قد نبذنا بدوره.

ربكم يشد في أزر قومه كل يوم ، ولن يطول الأمد حتى تحفل بهم الأرض ، قومنا ينحسرون مثل مدّ سريع النكوص ، بلا إياب ، ورب الرجل الأبيض غير قادر على محبّة قومنا ، ولابسط حمايته عليهم ، أنّهم أشبه بأيتام لن يعثروا على معين لهم أينما ولوا وجوههم ، فكيف لنا أن نتآخا والحال هذه؟

نحن جنسان مختلفان افترقت أُصولهما ، وتخالفت أقدارهما ... دينكم كتبته أصابع ربكم الحديدية على ألواح من حجر ، خشية أن يغلبكم النسيان ، هذه حكاية لا يفهمها الرجل الأحمر ، ولا يتذكرها ، ديننا هو أعراف أسلافنا ، أحلام شيوخنا التي حباهم بها ( الروح الأكبر ) في سويعات مباركة من الليل ، ورؤى زعمائنا المنقوشة جميعها على قلوب أبناء شعبنا ... لكن ما لي أحزن على قدر قومي؟ قبيلة تتبع قبيلة ، وأمة تقتفي أثر أمة ، مثل أمواج البحر ، إنّه نظام


[١] لقب الرجل الأبيض عند الهنود.

نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست